هل قطع غضروف الركبة يحتاج عملية ؟

هل قطع غضروف الركبة يحتاج عملية من أوائل التساؤلات التي تشغل بال أي شخص يعاني من قطع في الركبة ، كما نعلم فإن الركبة هي موقع إلتقاء عظمتين ومفصل ويغطي هذا ما يعرف بالغضروف، وهو عبارة عن نسيج يتميز بالمرونة ويوفر الحماية لعظام الركبة ويسهل الحركة، وفي حال تعرض الغضروف للضرر كأن يصاب بالشقوق أو القطع فهو يؤثر على الحركة والنشاط اليومي للمصاب، ويجلب آلام لا تهدأ، وبالرغم من ذلك ليست كل حالات قطع غضروف الركبة تتطلب إجراء عملية فهناك حالات تستجيب بالعلاج والتمارين وأخرى من الدرجة الرابعة ليس لها حل آخر غير العملية.

قطع غضروف الركبة

غضروف الركبة من الغضاريف التي من الممكن أن تتعرض إلى أي تلف أو قطع مع تفاوت درجة الإصابة نتيجة اصطدام الركبة بشئ صلب أو الوقوع أرضًا أو التعرض لحادث وغير ذلك من الأسباب التي تؤثر على سلامة هذا الغضروف الهام، فهل قطع غضروف الركبة أمر يستدعي عملية أم يلتئم القطع بمفرده، وما هي درجات إصابة هذا الغضروف؟ وكثير من الأسئلة سوف نجيب عنها عبر المقال التالي.

درجات قطع غضروف الركبة

عندما يتعرض غضروف الركبة إلى القطع فإن أول أمر يقوم به الطبيب هو تحديد درجة القطع ومدى خطورته حتى يتمكن من تحديد الطريقة الأمثل للعلاج، حيث أن هناك حالات تمزق في الغضروف لا تحتاج سوى إلى الراحة بينما هناك حالات أخرى تصل إلى إجراء عملية جراحية، والفيصل هو درجة القطع، ويوجد أربعة درجات مبينة لمستوى هذا القطع بغضروف الركبة، وهي كالتالي:

  • درجة الإصابة الأولى والتي يتعرض فيها الغضروف إلى بعض الانتفاخات ويصبح رخو وطري بعض الشيء مما يجعله مصدر للألم وهنا تكون الحركة والمشي صعب نسبيًا وبالرغم من ذلك فإن العلاج لا يتطلب سوى الراحة وبعض الفيتامين ثم العلاج الطبيعي وبعض التمارين الرياضية لاحقًا.
  • درجة الإصابة الثانية التي تكون في الطبقة الخارجية التي تغلف الغضروف حيث يظهر بها بعض الشروخ والشقوق التي يصل عمقها السنتيمتر أو أكثر قليلًا إلا أن تلك الشروح لا تصل إلى عظام الركبة، وأغلب حالات الإصابة بتلك الدرجة تستجيب للعلاج الدوائي.
  • درجة الإصابة الثالثة التي تتخطى فيها الشروخ نسبة أعمق من الدرجة الثانية وقد يمس الأمر عظام الركبة مما يجعل الطبيب يوصي بالجراحة والمتابعة مع متخصص علاج طبيعي.
  • درجة الإصابة الرابعة تكون العظام ظاهرة بشكل واضح في الفحوصات حيث يكون قطع الغضروف كبير يصل إلى التآكل التام وهنا لا مفر من التدخل الجراحي.

هل غضروف الركبة ينمو؟

غضروف الركبة بعد أن يتم نموه كباقي أجزاء جسم الإنسان خلال مرحلة النمو يأخذ هيئته المعروفة طبيًا ويظل ثابتًا على ذلك، فماذا يحدث إذا تعرض للإصابة المؤدية للقطع فإنه يتضرر ويخضع للعلاج الدوائي المتمثل في مسكنات الألم وبعض الفيتامينات إذا كانت الإصابة طفيفة أما الإصابة الشديدة فقد يصل الأمر إلى تركيب ركبة صناعية، حيث أنه لا شيء يعود إلى سابق عهده وإنما هناك حلول طبية بديلة.

هل يلتئم قطع غضروف الركبة؟

الاعتماد على التئام الغضروف بشكل طبيعي بعد الإصابة خصوصًا إذا كانت من النوع المتوسط لا يكفي وحده، إذ أنه حسب التقارير الطبية فإن الغضروف بالفعل عند الإصابة قد يحظى ببعض الالتئام، ولكن بنسبة بسيطة مما يعني أن تمارين تقوية الركبة وعظام الفخذ شيء ضروري من أجل إتمام الشفاء، وفي حال خطورة الإصابة لا يكون هو هناك فرصة للالتئام الطبيعي حيث يمكن العلاج عبر زراعة الأنسجة.

هل يمكن التعايش مع قطع غضروف الركبة؟

بالرغم من الأعراض التي تصاحب قطع غضروف الركبة إلا أنه يمكن التعايش مع هذا الوضع في حال الإصابات الخفيفة، أما بالنسبة إلى درجة الإصابة المتوسطة والشديدة فلا يكون التعايش إلا بعد إيجاد حل طبي مناسب وهو في الغالب الخضوع إلى عملية غضروف الركبة، ومن أبرز الأعراض التي تصاحب تمزق غضروف الركبة ما يأتي:

  • ألم متفاوت القوة في الركبة يمكن إيقافه بالمسكنات.
  • إصابة الركبة بالخشونة.
  • ظهور انتفاخ في أحد جوانب الركبة.
  • حدوث تحرك للمفصل وهو من أخطر الأعراض. 

مدة شفاء غضروف الركبة

تتوقف مدة الشفاء على درجة الإصابة التي يعاني منها الغضروف الهلالي فنجد مثلًا الإصابة الطفيفة شفاؤها قد يتطلب وقت من الراحة وتقوية الغضروف بالأدوية والتمارين مدة شهر مثلًا بينما الإصابة التي تحتاج إلى جراحة فإن رحلة شفاؤها قد تطول حيث وجود فترة علاجية تسبق العملية وفترة النقاهة بعد العملية والمتابعة والعلاج الطبيعي بعد العملية، كل ذلك يستغرق عدة أشهر حسب وضع المصاب. 

مدة الراحة بعد عملية غضروف الركبة

في العادة يقدم الطبيب جمع من النصائح للمريض بعد العملية أغلب تلك النصائح ترتكز على الراحة وتجنب تحريك الركبة في الأسابيع الأولى قدر المستطاع ومن أبرز تلك النصائح ما يأتي:

  • خلال أول أسبوعين يحتاج المريض إلى الراحة والاستلقاء، عدم محاولة ثني الركبة من أجل الجلوس وإنما يكون الجلوس والأرجل ممددة إلى الأمام.
  • خلال الشهر الأول الاستمرار على تخفيف التورم عبر الكمادات المثلجة وتسكين الألم بالأدوية والراحة.
  • بعد مرور الشهر ونصف البدء التدريجي في الرياضة المناسبة لتقوية الركبة وممارسة الأنشطة الحركية بحذر وأخذ الأدوية المقوية للركبة.

نسبة نجاح عملية غضروف الركبة

عملية غضروف الركبة من العمليات الشائعة حاليًا ونسبة نجاحها كبيرة، ولكن هذا النجاح يتوقف على مهارة الطبيب واختيار نوع العملية المناسب لحالة المريض، فهناك مرضى لا يناسبهم زراعة نسيج غضروفي جديد بينما هناك حالات لا تستدعي استبدال كامل للركبة بأخرى صناعية، وهناك ما يناسبه عملية التنظير أو استخدام المنظار في اكتشاف ومعالجة تلف الركبة، ولكن الحق يقال كل تلك تدخلات من أجل تقوية الركبة وتمكينها من التحرك بشكل سهل ولكن لن تعود الركبة كسابق عهدها بأي حال من الأحوال.

هل عملية قطع غضروف الركبة خطيرة؟

في الأصل لا تمثل عملية قطع غضروف الركبة خطورة إلا في حال ظهور مضاعفات وهذا الأمر قليل الحدوث بل ويمكن القول إنه نادر ومن هذه المضاعفات الخطيرة ما يأتي:

  • إصابة الخاضع للعملية بنوع من الالتهاب أو العدوى مما يتطلب تدخل طبي سريع.
  • قد يحدث نزيف في منطقة العملية أثناء إجراؤها أو بعد خروج المريض من غرفة العمليات 
  • قد يؤثر التخدير على بعض المرضى وهذا خطر شائع في معظم العمليات الجراحية وليس عملية الغضروف الهلالي فقط.
  • ظهور جلطات صغيرة في منطقة الركبة حيث تم إجراء العملية. 
  • معاناة المريض بعد العملية من خشونة واضحة في الركبة سوف تصاحبه بقية العمر لأنها من النوع المزمن.
  • في بعض الحالات وخصوصًا إذا كانت العملية زراعة أنسجة تصاب الأنسجة المحيطة بالركبة بالضرر والتلف.

هل عملية الغضروف الهلالي صعبة؟

تعد عملية التنظير من أسهل عمليات غضروف الركبة وهي الاختيار الطبي الأصح في حالات تضرر الركبة المتوسطة الشدة، فإذا كان يشعر المريض مثلًا من صعوبة في ثني الركبة أو شعوره بضعفها وعدم قدرتها على حمله أو غير ذلك من الأعراض التي تشير إلى وجود تلف أو تمزق بالغضروف، فإن المنظار التشخيصي هو الخطوة الأولى يليها منظار آخر علاجي، ومن إيجابيات منظار الركبة أنه:

  • تماثل المريض للشفاء بأسرع ما يمكن.
  • تقليل خطر تلف الأنسجة أو تعرضها لأي ضرر.
  • آلام منظار الركبة أقل بكثير من الجراحة الكاملة

مدة الألم بعد عملية غضروف الركبة بالمنظار

تعتمد عملية إصلاح غضروف الركبة عن طريق المنظار على إدخال هذا الأنبوب الخاص بالمنظار من خلال شق دقيق يتم عمله بالركبة من أجل استكشاف وضع الركبة وإصلاح التالف في الغضروف، مما يجعلنا نقول عن هذه الجراحة أنها من النوع البسيط السهل وبالتالي الآلام المصاحبة لها تكون أخف من آلام الجراحة الكاملة للركبة والتي تتطلب زراعة نسيج أو ركبة صناعية، ولكن في العموم يحتاج المريض إلى مسكنات خلال الشهر الأول على الأقل وعليه ألا يُثقل على الركبة لذلك العكازات يعد استخدامها هو الأصوب عند الحاجة إلى التحرك وأداء بعض الأمور الهامة مثل دخول الحمام أو زيارة مركز التأهيل والعلاج الطبيعي.

أضرار عملية غضروف الركبة

عملية غضروف الركبة ضرورة لا غنى عنها في بعض الحالات للتمكن من المشي ومزاولة الأنشطة الحركية المعتادة مرة أخرى والتخلص من ألم الركبة الذي يشتد مع النشاط، ولكن لتلك العملية سلبيات هي كالتالي:

  • الشعور بالانزعاج من عدم سلاسة الحركة ووجود صوت يشبه الطقطقة يصاحب التحرك، كذلك شعور بالتنميل أو الخدر على فترات متباعدة وذلك في حال كان الإجراء الجراحي هو تركيب ركبة وقد تتلف هذه الركبة وتتآكل خلال فترة قصيرة.
  • أما إذا كانت الجراحة تعتمد على زرع أنسجة غضروفية جديدة فإن تضخم الأنسجة هو الضرر الأول وربما لا يحدث تقبل لتلك الأنسجة الدخيلة من الجسم.
  • أما أضرار العملية بالمنظار فهي الأخف وطأة إلا إذا صاحب العملية مضاعفات مثل التجلط والإصابة بعدوى وازدياد خشونة الركبة.

أسباب فشل عملية غضروف الركبة

عمليات غضروف الركبة تهدف في العادة إلى عودة المصاب إلى مزاولة الأنشطة المعتادة دون تقيد أو شعور بالألم، وهذا بالفعل توفره العملية للكثير من الأشخاص إلا أن بعض الحالات قد يحدث لها مضاعفات تشير إلى فشل العملية مثل عدم تقبل أنسجة الجسم النسيج المزروع عبر العملية في منطقة الغضروف الهلالي، أو بدء انفصال الأنسجة المجاورة عن النسيج الجديد، كما أن تركيب ركبة صناعية قد يفشل بعد زمن عندما تتآكل هذه الركبة محدثة أزمة لصاحبها، وبعض الحالات تصاب بخشونة وضيق في الحركة حتى بعد العملية مما يعني عدم تحقق الغرض الأساسي من العملية بنسبة مئة بالمئة.

المشي بعد عملية غضروف الركبة

متى يستطيع المريض المشي بعد العملية؟ سؤال يمكن للمريض نفسه أن يعطي الإجابة الصحيحة عنه، حيث أن إلتزام المريض بارشادات الطبيب وعدم الخروج عنها قد يجعله يعود مرة أخرى بكامل طاقته بعد حوالي ثلاثة أشهر أو أقل، المهم الراحة ومتابعة العلاج الطبيعي وتمارين اللياقة، وأخذ الفيتامينات المقوية والمسكنات بجانب التغذية السليمة وقوة العزيمة.

بهذا نكون أجملنا عبر المقال السابق كل ما يتعلق بمشاكل غضروف الركبة الهلالي والألم المصاحب له، وأوضحنا كيف يكون تشخيص حالة المريض وكيفية اختيار العلاج الأمثل سواء كان علاج منزليًا أو تأهيل طبيعي أو حتى كان جراحيًا يعتمد على تركيب أجزاء من الركبة جديدة أو أنسجة مزروعة في المختبرات الخارجية، كما أوضحنا علاج غضروف الركبة عن طريق التنظير، وفي النهاية أي تدخل طبي أو جراحي يحمل كثير من الإيجابيات وكثير من السلبيات وربما المضاعفات الخطيرة، لذلك يجب التأني قبل أخذ خطوة إجراء عملية غضروف الركبة واختيار طبيب متخصص ماهر في هذا الشأن.

 

يسعدنا مشاركة المقال