هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار؟ للإجابة على هذا السؤال علينا بالبداية أن نوضح أن ثقب القلب هو عبارة عن فتحة صغيرة توجد بين البطينين أو بين الأذينين ويولد بها الطفل الرضيع، قد تلتئم هذه الفتحة دون الحاجة إلى أي تدخل طبي وتختفي في نهاية العام الأول للطفل، لكن في بعض الأحيان قد يستمر وجود الثقب مع الطفل حتى يكبر ويكتشف وجوده بعد أن يتعدى مرحلة الطفولة، ويسبب الكثير من المشكلات، وتدور حوله الكثير من التساؤلات، التي نحن بصدد الإجابة عنها الآن خلال هذا المقال.

هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار

أنواع ثقب القلب عند الكبار

 تتوقف الإجابة على سؤال هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار أم لا على تحديد ومعرفة نوع الثقب، فرغم أن ثقب القلب ينشأ مع الطفل منذ الولادة إلا أن له أنواع لا يمكن اكتشافها إلا بعد أن يبلغ الطفل ويكبر، كما يمكن اكتشاف الثقب أيضًا عند كبار السن رغم أنه عيب خلقي، لذلك فإن أنواع ثقب القلب عند الكبار تتمثل في التالي: 

ثقب الحاجز الأذينين 

هو عبارة عن مرض خلقي يولد به الطفل، ويوجد بين الغرفتين العلويتين للقلب وهما الأذين الأيمن والأذين الأيسر، ويسمح بتدفق الدم من جانب القلب الأيسر إلى جانب القلب الأيمن والذي ينبغي أن يتم نقله إلى البطين الأيسر من القلب، هذا بالطبع يعني أن الدم المحمل بالأكسجين يتم توصيله إلى الرئتين بدلًا من أن يتم ضخه إلى باقي أجزاء الجسم، من هنا تزيد كمية الدم الواصلة إلى الرئتين، وإذا كان هذا الثقب كبير الحجم واستمر لسنوات طويلة قد يدمر القلب والرئتين، وهنا تكون الجراحة هي طريقة العلاج الضرورية وذلك من أجل إصلاح عيوب الحاجز الأذيني وتجنب حدوث أي مضاعفات.

ثقب حاجز البطينين

هذا الثقب هو الذي يوجد بين الغرفتين السفليتين للقلب أي أنه بين البطين الأيسر والبطين الأيمن، وهنا يتم تدفق الدم من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن وذلك بدلاً من أن ينتقل الدم إلى الشريان الأورطي ومنه إلى خارج الجسم، ورغم أنه من المعتاد أن يظهر وجود خلل في القلب وصوت نبضات غير طبيعي لمصابي الثقب بين البطينين، إلا أنه قد يستمر مع المريض حتى يكبر كما أنه قد لا يستطيع الطبيب سماعه إلا بعد أن يبلغ الطفل الرضيع ثمانية أشهر، أما الأعراض فقد تظهر بكثرة في فترة الطفولة.

كيف يتم تشخيص ثقب القلب عند الكبار؟

لمعرفة هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار أم لا، لابد أولاً من تشخيص ثقب القلب من خلال خضوع المريض إلى الفحص أو الاختبارات وغيرها، وقد لا يحدث التشخيص إلا في مرحلة البلوغ، ولكن يمكن أن يتم تشخيصه في مرحلة الرضاعة في الكثير من الأحيان، ومن الاختبارات والإجراءات اللازمة لاكتشاف الإصابة بثقب القلب عند الكبار ما يلي: 

  • تخطيط كهربية القلب.
  • تخطيط صدى القلب.
  • قياس نسبة التأكسد النبضي.
  • عمل القسطرة القلبية.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.

أضرار ومخاطر ثقب القلب عند الكبار

هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار؟ وهل له مخاطر وأضرار؟ الإجابة على هذا السؤال يجب أن تعلم أنه على الرغم من أن الثقوب الصغيرة لا تسبب أي مشكلة للمريض، إلا أن الثقوب الأكبر قد تسبب مشاكل خطيرة تضر بصحة الإنسان ومن أهمها ما يلي: 

  • حدوث فشل في الجانب الأيمن من القلب.
  • حدوث تشوهات وعدم انتظام في ضربات القلب.
  • الإصابة في بعض الأحيان بالسكتة الدماغية.

كما أن هناك مجموعةً من الآثار الجانبية غير شائعة الحدوث، لكنها قد تصيب الكبار الذين يعانون من وجود ثقب في القلب ومنها ما يلي: 

  • ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي وذلك إذا كان الثقب كبير الحجم ولم يتم علاجه، فزيادة تدفق الدم إلى الرئتين سوف يعمل على زيادة ضغط الدم في الشرايين الرئوية، وإذا لم يتم التوجه إلى الطبيب للعلاج قد يموت المريض.
  • الإصابة بمتلازمة أيزنمينجر والتي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم الرئوي والذي يؤدي إلى ضرر الرئتين ويستمر هذا الضرر لعدة سنوات، ويصيب ذلك الأشخاص المصابين بثقب كبير، وإذا تم العلاج في البداية قد يكون الأمر سهل ولكن إذا لم يتم العلاج سوف تحدث كثير من المضاعفات للمريض.

علاج ثقب القلب عند الكبار

يحتاج الشخص المصاب بثقب القلب إلى العلاج وذلك إذا كان حجم الثقب متوسط أو كبير، حيث يبدأ الطبيب باستخدام الأدوية التي تساهم في تخفيف الضغط على الرئتين لكنها لا تسد الثقب كما يزعم البعض، وإنما تساعد على ضخ الدم بشكل طبيعي لفترة حتى يقرر الطبيب استخدام علاجات أخرى وهي كالتالي: 

عملية القلب المفتوح

يعتمد الطبيب قبل إجراء عملية القلب المفتوح على حجم ومكان الثقب، وأثناء إجراء العملية يقوم الطبيب بإيقاف القلب بشكل مؤقت ويتصل المريض بجهاز القلب والرئتين لكي يتم ضخ الدم والأكسجين، أثناء العملية قد يقوم الطبيب بسد الثقب بالخياطة أو يستخدم رقعة طبية لإغلاقه، وتعتبر هذه العملية هي أهم وأبرز الطرق الآمنة والفعالة لمريض ثقب القلب كما أنها قليلة المخاطر، ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج الطبيب إلى تكرار العملية مرة أخرى إذا كانت هناك ثقوب صغيرة غير التي تم علاجها.

هل عملية ثقب القلب خطيرة للكبار؟

يتساءل كثير من الأشخاص عن مدى خطورة عملية ثقب القلب، وهل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار أم لا؟ خاصةً أن نسبة نجاح هذه العملية تعتمد على بعض العوامل والتي قد تزيد من معدلات الخطر والمضاعفات، ومنها ما يلي: 

  • السمنة وزيادة الوزن والتي تؤثر على صحة مريض ثقب القلب.
  • عملية ثقب القلب تزداد نسبة خطورتها بالنسبة للنساء أكثر من الرجال.
  • إذا كان المريض شخص مدخن فإن ذلك يزيد من مضاعفات العملية.
  • إصابة المريض بأمراض ومشاكل في القلب قد تكون مصاحبة لوجود الثقب مثل آلام الشريان الأورطي أو تضخم في البطين الأيسر أو انخفاض نسبة انقباضه عن المعدل الطبيعي.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • وجود مشاكل في الكلى أو أمراض الجهاز التنفسي.

هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار؟

لكي يتم توضيح ما إذا كان ثقب القلب يؤدي إلى الوفاة للكبار أو أنه مهدد للحياة، فلابد من التعرف على النقاط التالية:

  • إذا كان الثقب في الحاجز الأذيني وكان صغير الحجم فهو إذن لا يهدد الحياة ولا يسبب مضاعفات خطيرة.
  • إذا كان الثقب كبير فقد يسبب تلف في القلب أو قصور في الرئة وهنا يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل.
  • إذا كان الثقب في الحاجز البطيني وكان صغير فهو لا يهدد الحياة وقد ينغلق بشكل تلقائي.
  • قد يسبب هذا الثقب أعراض قصور القلب الاحتقاني ولكن بنسبة من 16% إلى 31%، وقد يمكن توفير العلاج جراحيًا ولكن إذا لم يتم العلاج أو إجراء الجراحة فقد يؤثر ذلك على عضلة القلب ويؤدي إلى تضخمها وقد يسبب الموت المفاجئ للمريض.

كل هذه العوامل تؤثر بشكل أساسي على سير عملية ثقب القلب وقد تؤدي إلى فشل العملية وزيادة الأمر سوءاً، إلا أنه بوجه عام تعتبر نسبة نجاح عملية ثقب القلب حوالي 98%.

في النهاية، توصلنا من خلال هذا المقال إلى أن الإجابة على سؤال هل ثقب القلب يؤدي للوفاة للكبار هي نعم، لأن عدم التدخل للعلاج قد يسبب الوفاة للمريض بشكل مفاجئ، بالتالي فإن ثقب القلب هو من الأمراض الخطيرة نظرًا لكون القلب هو مصدر الحياة وأنه المسؤول عن ضخ الدم في الجسم كله، فلابد من تشخيص أي مرض يصيبه من أجل الوصول إلى العلاج المناسب.

يسعدنا مشاركة المقال