دكتور جراحة مخ وأعصاب ابراهيم عبد المحسن

نسبة نجاح عملية توسيع القناة العصبية

وفق الدراسات الطبية يمكن الجزم أن نسبة النجاح المتوقعة لتلك العملية هي تقريبًا 85% وهي نسبة كبيرة تعطي أمل لكثير من المرضى الذين من المفترض أنهم بحاجة ماسة إلى تلك الجراحة وتنقسم هذه الجراحة إلى نوعين أحدهما جراحة المنظار وهي أسهل من النوع الثاني وهو الجراحة العامة.

دواعي اجراء عملية ضيق القناة العصبية

يتم اللجوء إلى الإجراء الجراحي في حال حدوث ضيق في تلك القناة العصبية التي تحافظ على الحبل الشوكي داخلها، إذ تتم هذه العملية بغرض تخفيف الضغط الحادث على الأعصاب وتتم تحت تأثير التخدير الكلي وهي من العمليات متوسطة الخطورة والتي يقوم بإجرائها طبيب جراح تخصص مخ وأعصاب. 

تعتبر القناة العصبية ذات أهمية بالغة إذ أنها تحتوي داخلها على الجذور العصبية الخاصة بالعمود الفقري أو يمكن القول أنها مقر الحبل الشوكي، وأي ضيق في تلك القناة قد يؤدي إلى صغر حجم المسافة بين كل فقرة وأخرى في العمود الفقري الأمر الذي بدوره يؤدي إلى الضغط على بعض الأعصاب الهامة في الجسم، وعلاج هذه الحالة يكون وفق وضع القناة العصبية ومدى تضرر الأعصاب.

تابع معنا وتعرف على الإجراء الجراحي لتوسيع القناة العصبية، وتعرف على أضرار تلك العملية، كما سوف نستعرض معلومات كثيرة حول مرض ضيق القناة العصبية وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هي أعراض ضيق القناة العصبية ؟

عند إصابة القناة العصبية بالضيق قد لا يلاحظ المريض ذلك بتاتًا ويستمر في ممارسة حياته بشكل طبيعي دون أي مشكلة، ولكن مع استمرار الضيق والضغط على الأعصاب تبدأ بعض الأعراض في الظهور مع مرور الوقت والتي منها ما يأتي:

  • حدوث بعض الاضطرابات التي تلحق بتوازن المريض وكذلك تمكنه من الوقوف أو حتى المشي.
  • الإحساس بضعف واضح في الساق وأحيانًا في الذراع وربما في كلاهما، كما قد يلحق بتلك الأطراف أيضًا شعور بالخدر أو انتشار التنميل.
  • تأثر القدرة الجنسية إذ تصاب بالضعف في بعض الحالات المرضية التي تعاني من انضغاط الأعصاب.
  • ظهور مرض عرق النسا وما يتبعه من أعراض خاصة به حيث يعاني منه المريض نتيجة عدم تلقي أي علاج خاص بضيق القناة العصبية.
  • في حالات اشتداد المرض وبلوغه أعلى درجات الضيق في القناة العصبية تظهر أعراض مثل عدم قدرة المريض على فرض سيطرته على المثانة وكذلك الأمر بالنسبة للأمعاء.
  • زيادة حدة التنميل بشكل ملحوظ في الأطراف إذ قد يمنع هذا التنميل المريض من القيام بأي أنشطة حياتية ويعرقل يومه ويؤثر على نفسيته بالسلب بشكل كبير.
  • الشعور بآلام حادة غير مسبوقة في منطقة القدم والساق الأمر الذي يؤثر على القدرة على الوقوف وكذلك المشي، هذا بجانب صعوبة الجلوس أو الاسترخاء.

الفرق بين ضيق القناة العصبية والانزلاق الغضروفي

هناك فرق كبير بين الإصابة بالانزلاق الغضروفي وبين مرض ضيق القناة العصبية، إذ أن الأول يؤدي إلى الثاني بمعنى أن شكوى المريض من الانزلاق الغضروفي يعقبها في كثير من الحالات تقلص واضح في تلك المسافة الفاصلة بين الفقرات الموجودة في العمود الفقري وبالتالي هذا الأمر يؤدي إلى حدوث ضيق القناة العصبية الذي نتحدث عنه. 

 أما بالنسبة إلى الأعراض التي يخلفها كل من ضيق القناة العصبية والانزلاق الغضروفي فيلاحظ أنها شديدة التقارب والشبه وبالرغم من ذلك فإن التدخلات العلاجية غير متشابهة في كلا المرضين.

كما يمكننا القول أن علاج الانزلاق الغضروفي يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الأعصاب المتواجدة داخل القناة العصبية، لذلك يحاول الأطباء علاج مشاكل الانزلاق الغضروفي والحد منها قدر المستطاع لمنع أي تبعات لهذا المرض.

أضرار عملية توسيع القناة الشوكية

بالرغم من مدى أهمية عملية توسيع القناة الشوكية ودورها البارز في علاج الضيق الحادث داخل القناة وتخفيف وطأة الضغط على جذور الأعصاب فهي مثلها مثل أي عملية أخرى قد تشتمل على بعض الأضرار أو المضاعفات التي يعاني منها المريض في بعض الحالات القليلة للغاية.

ومن جملة هذه الأضرار التي تعقب جراحة توسيع القناة العصبية ما يأتي:

  • تعرض المريض إلى خطر النزيف وهذا الأمر قد يفاجئ الطبيب أثناء إجراء العملية مما يستدعي تدخل فوري لوقف النزيف ونقل دم إذا لزم الأمر، وقد يحدث هذا النزيف في الفترة القصيرة التي تعقب العملية.
  • هناك بعض المرضى الذين يتأثرون بشكل سيء من جراء التخدير الكلي فينجم عن هذا التخدير مخاطر تتطلب سرعة الإسعاف الطبي، كذلك قد يصاب المريض ببعض التجلطات الدموية.
  • قد يلحق بجرح العملية التهاب قد يتطور هذا الالتهاب بشكل سئ محدث تورم وعدوى تتطلب العلاج السريع والفعال لحماية حياة المريض وضمان استمرارية نجاح العملية.
  • بالرغم من سير العملية على نحو صحيح جالب للتفاؤل إلا أن المريض قد يفاجئ بعد تخطي فترة الافاقة وربما كذلك الأيام الأوائل بعد العملية بعدم وجود أي تغيير فيما يشعر من أعراض دالة على وجود ضيق في القناة العصبية.
  • أدق خطأ لا يذكر في العملية من شأنه أن يسبب إصابة بالغة في الحبل الشوكي والأعصاب مما قد يصل بالأمر إلى حد الإصابة بالشلل وهذا الأمر نادر الحدوث ولا يدعو للخوف من هذه العملية الناجحة.
  • في حال كان المريض أحد المدمنين على عادة التدخين فمن المتوقع أن يكون هذا المريض عرضة لمضاعفات خطيرة دون غيره مثل عدم قابلية فقرات العمود الفقري على تحقيق الاندماج المطلوب.
  • قد يصاب المريض بحمى لا تزول مع خافض الحرارة البسيط والمتداول مما ينذر بوجود مشكلة تتطلب التدخل الطبي، كذلك قد يكون الألم لا يطاق ولا يحتمل ولا يسكنه أي دواء ومستمر لفترة كبيرة فهذا أيضًا من الأمور الغير طبيعية. 

ليس بالضرورة كما أوضحنا أن تلحق تلك المضاعفات بالمريض الخاضع لعملية توسيع القناة العصبية، ولكن في الغالب يصادف المرضى الخاضعين لتلك العملية أعراض مثل الألم الذي يزول بالمسكنات وأخذ القدر الملائم من الهدوء والراحة، كذلك عدم التمكن من التحرك في الفترة الأولى من مرحلة التعافي وهذا أمر طبيعي للغاية.

تمارين توسيع القناة العصبية

ليست الجراحة هي الحل الأوحد من أجل التخلص من مشاكل ضيق القناة العصبية وإنما هناك العديد من الحلول التي من ضمنها القيام ببعض التمارين الخاصة بتوسيع تلك القناة، والتي يوصي بها اخصائي العلاج الطبيعي، إذ أنه من الملاحظ أن فئة كبيرة مما يعانون من الضيق الشوكي في الأصل لا يمارسون أي أنشطة رياضية حتى لو خفيفة مما يحد من حركتهم ونشاطهم وبالتالي يؤثر على العضلات ويصل الضرر أيضًا بشكل ما إلى الأعصاب

لذلك فإن التمارين الرياضية مهمة للغاية فهي تفيد في الآتي:

  • دعم قوة التحمل لدى المريض لكي يتحمل أعراض ضيق القناة العصبية حتى تمام الشفاء.
  • التمكن من حماية فقرات العمود الفقري ثابتة في مكانها دون تضرر وإزالة أي خشونة موجودة.
  • ممارسة التمارين يساعد إلى حد كبير في الحفاظ على التوازن قدر المستطاع.

إذن فبعض تمارين الثني والوقوف والشد وغيرها إذا تمت تحت إشراف طبي بإمكانها أن تكون عامل مساعد في علاج ضيق القناة العصبية وتحقيق التوسع المطلوب، ولكن كما أوضحنا تحت إشراف طبي حتى لا يكون لها أضرار بدل من منافع.

يسعدنا مشاركة المقال