فتحة القلب بين الأذينين من العيوب الخلقية منذ الولادة، وتتفاوت حدة هذا العيب ما بين بسيطة تشفى في مرحلة الطفولة، وأخرى خطيرة طويلة الأمد، وقد يُكتشف أمر ثقب القلب عند الأطفال عن طريق الصدفة في حال التسبب بمشكلةٍ صحية ما، إذ لا يرافق ذلك أعراضًا في بداية الأمر إطلاقًا.

فتحة القلب بين الأذينين

فتحة القلب بين الأذينين Atrial Septal Defect

يطلق عليه طبيًا عيب الحاجز الأذيني، ويشار له اختصارًا بـ ASD، عبارة عن ثقب أو فتحة بمثابة عيب خلقي يشوب الحاجز القائم بين الأذينات المعروفة بالغرف العلوية للقلب، ومن الممكن أن تتلاشى الحالة خلال سنوات الطفولة الأولى تلقائيًا، وبحالاتٍ أخرى تتفاقم عامًا تلو الآخر ما يترتب عليه مشاكل صحية تلحق الضرر بالرئتين والقلب نتيجة تدفق الدم بإفراط للرئتين، وقد تظهر الحاجة لإغلاق هذا الثقب بأيٍ من الطرق الطبية سواءً بالجراحة أو استخدام جهاز إغلاق طبي تفاديًا للمضاعفات.

أنواع فتحة القلب بين الأذينين

تتعدد أنواع فتحة القلب بين الأذنين بين حالةٍ وأخرى، ومن أبرز هذه الأنواع:

عيب الفوهة الثانوية للحاجز الأذيني Ostium secundum atrial septal defect

يعد هذا النوع الأكثر انتشارًا بين إجمالي الإصابات بمرض فتحة القلب في الأذينين، حيث تتراوح نسبة الإصابة به بين 6-10% من إجمالي أمراض القلب الخلقية، ويشار إلى أن مصابي هذا النوع يعانون من انسدال الصمام التاجي إجمالًا، وذلك نتيجة الإصابة باضطرابٍ في نمو الحاجز الثانوي أو نشأة ثقب بيضاوي الشكل في المنطقة، ويطلق على الحالات المقترنة بتضيق الصمام التاجي، كما أن ذلك يدخل تحت مسمى متلازمى لوتيمباشر.

رغم انعدام الأعراض إجمالًا في المراحل المبكرة من العمر إلا أنها تبدأ بالظهور تدريجيًا في مراحل متقدمة بعد سن الأربعين، يصبح بها المصاب عاجزًا عن ممارسة التدريبات البدنية والمجهود، وأيضًا احتمالية الإغماء والخفقان أكثر من أي وقتٍ مضى.

فتحة القلب الأولية بين الأذينين Ostium primum atrial septal defect

يطلق عليها أيضًا عيب الوسادة الشغافية، وتصنف هذه الحالة عامةً بأنها ثقب القلب الأذيني البطيني؛ نظرًا لغزوه وسادة الشغاف الكائنة عند نقطة التقاء الحاجز البطيني بالأذيني، ويعد هذا النوع من أمراض فتحة القلب بين الأذينين الثاني انتشارًا إجمالًا، ويصيب هذا العيب صمامات الدسام ثلاثي الشرف وأيضًا الدسام التاجي.

عيب الحاجز الأذيني مختلط العيوب Mixed Atrial Septal Defect

عيب يصيب عدة مناطق حاجزية من الأذينين في القلب، حيث تنشطر الحواجز فيه طبيعيًا إلى 5 مناطق حاجزية، ويعد العيب مختلطًا في حال إصابته لـ 2 أو أكثر من هذه الحواجز.

فتحة القلب وحيد الأذين Single Atrium

حالة من حالات فتحة القلب في الأذينين تحدث نتيجة تأخر تطور ونمو المكونات الجنينية عامةً، لذلك فإن الحاجز الأذيني لا ينمو بالشكل المطلوب، ويترتب على ذلك اختلاف موقع بعض الأعضاء وتغيرها إلى المنطقة المقابلة تحت مسمى متلازمة التوضع المغاير.

عيب الجيب الوريدي للحاجز الأذيني Sinus venosus atrial septal defect

نوع يغزو الحاجز الأذيني المرتبط بالأوردة، ما يؤثر سلبًا على ما يتدّفق من الأوردة الجوفية السفلية والعلوية، ويشار إلى أن فتحة القلب في الأذينين للجيب الوريدي العلوي تشكل ما نسبته 2-3%، حيث يصيب نقطة التقاء الأذين الأيمن بالوريد الأجوف العلوي، ويترتب على ذلك ممارسات غير طبيعية بتصريف الدم المتدفق من الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيمن، يأتي ذلك عوضًا عن التصريف الطبيعي من الأوردة الرئوية لتصب في الأذين الأيسر.

أعراض ثقب القلب بين الأذينين

رغم غياب أعراض ثقب القلب بين الأذينين عند الأطفال، إلا أنها تبدأ بالظهور تدريجيًا بعد البلوغ، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:

  • اضطراب ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • صعوبة ممارسة الأنشطة، بالتالي ضيق النفس.
  • صوت أزيز في القلب.
  • انتفاخ الأطراف والبطن وتورمها.
  • احتمالية السكتات الدماغية.
  • التعب العام والإرهاق.

عمل القلب مع فتحة القلب بين الأذينين

يؤكد الأطباء على عدم وجود سبب واضح لحدوث فتحة بالقلب بين الأذينين، إلا أن العوامل البيئية والوراثية قد تلعب دورًا، أما عن عمل القلب بوجود ثقب في القلب عند الأطفال فإن الأمر يتمثل بتدفق كميات أكبر من الدم من الوضع الطبيعي، حيث تمتلئ الرئتين بالدم؛ ما يسبب إرهاقًا ملحوظًا في أداء الجزء الأيمن من عضلة القلب، وقد تتفاقم الحالة مستقبلًا في حال عدم علاجها منذ البداية، إذ قد يتضاعف تمدد الشق القلبي الأيمن أكثر؛ بالتالي تضخم الضغط الدموي على الرئتين، وقد يترتب على ذلك مضاعفات خطيرة، ومن أهم مضاعفات ثقب القلب بين الأذيني ما يلي:

  • اختلال أداء النظم القلبية.
  • ازدياد احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية.
  • اختلال أداء الشق الأيمن من القلب.
  • الوفاة.
  • فرط ضغط الدم الرئوي.
  • متلازمة آيزينمينغز (فشل رئوي).

علاج فتحة القلب عند الكبار

غالبًا ما تشفى حالات فتحة القلب بين الأذينين عند الأطفال تلقائيًا، إلا أن بعضها يستمر حتى يتطلب تدخلًا علاجيًا للشفاء والحيلولة دون حدوث مضاعفاتٍ خطيرة، ومن أهم طرق علاج فتحة القلب عند الكبار ما يلي:

المراقبة الطبية

يتجه الأطباء لإخضاع مصابي فتحة القلب بين الأذينين للمراقبة لمدة لا بأس بها، وذلك للتحقق من انغلاق الثقب ذاتيًا دون الحاجة للعلاج، ويتجه لطرق العلاج الأخرى في حال استمرار وجود الثقب وازدياد اتساعه مع تقدم العمر.

التدخل الجراحي

قد تظهر الحاجة في بعض الحالات إلى ضرورة ترميم فتحة القلب بين الأذينين سواءً كان متوسطًا أو كبيرًا، وغالبًا ما يحدد ذلك خلال مرور المريض بمرحلتي الطفولة أو البلوغ تفاديًا للمضاعفات مستقبلاً، ويشار إلى أن الأطباء يتجهون للجراحة في حالات فرط ضغط الدم الرئوي؛ وذلك لاعتبارها حالة تزيد من حدة المرض، وتقتصر الجراحة عادةً على خياطة الثقب وإغلاقه سواء بالقسطرة القلبية (ترميم النوع الثانوي) أو عملية القلب المفتوح.

العقاقير والأدوية

يصف الأطباء المشرفون على الحالة الطبية عددًا من الأدوية والعقاقير للتخفيف من مضاعفات المرض وأعراضه، إلا أن ذلك لن يرمم ثقب القلب بين الأذينين إطلاقًا، ويمكن الاعتماد على هذه الأدوية بعد الخضوع للجراحة تفاديًا للمضاعفات، منها حاصرات بيتا ومضادات التجلط.

فتحة القلب بين الأذينين عند الأطفال

يخرج العديد من الأجنة من أرحام أمهاتهم يعانون من حالةٍ تعرف باسم الفتحة بالقلب بين الأذينين عند الأطفال، ويكون ذلك بمثابة فتحة أو ثقب يتخلل الجدار الفاصل بين الغرف القلبية الأربعة (الغرف العلوية والسفلية)، وقد يعتبر البعض أن ذلك مشكلة صحية مريبة، إلا أن الأمر قد يتلاشى تدريجيًا خلال سنوات الطفولة، ولكن من المؤسف أن القلب يعمل دون كفاءة بغض النظر فيما إذا كان الثقب في البطينين أو الأذينين، وذلك لتدفق كمياتٍ هائلة من الدم المؤكسج إلى الرئتين، بالتالي يزداد ضغط العمل على القلب والرئتين.

من الجدير بالذكر أنه يمكن الكشف عن وجود فتحة القلب بين الأذينين عند الأطفال قبل الولادة، حيث تتجه الأمهات الحوامل للفحص بالسونار والعديد من اختبارات ما قبل الولادة التي تكشف عن العيوب الخلقية إجمالًا، ويمكنها الكشف عن موقع الثقب وحجمه، وإن لم يتسنى للطبيب الكشف عن ذلك، فإن الأطفال لا يعانون من أي أعراضٍ عامةً إن كان الثقب صغيرًا، لكن عند اتساع تزداد حدة الأعراض ومنها:

  • صعوبة الرضاعة.
  • تكرار الإصابة بالالتهابات الرئوية والتنفسية.
  • اختلال جودة التنفس وصعوبته.
  • سماع صوت صفير من منطقة الصدر.

علاج ثقب القلب بين الأذينين عند الأطفال

بعد الحديث بالتفصيل عن الفتحة بالقلب بين الأذينين عند الكبار والأطفال، لا بد من الوقوف على علاج ثقب القلب بين الأذينين عند الأطفال حسب رؤية الأطباء، الجدير بالذكر أن تحديد طريقة العلاج تعتمد كليًا على عدد من العوامل منها: حجم ثقب القلب، نتائج التشخيص، المضاعفات المتوقعة، الفئة العمرية، التاريخ المرضي للطفل، ويمكن أن يتم العلاج بما يلي:

  • الأدوية المساعدة في التخفيف من حدة الأعراض.
  • المراقبة، وذلك للتحقق من انغلاق الثقب من عدمه تلقائيًا.
  • القسطرة القلبية أو عملية القلب المفتوح لإغلاق الفتحة بالقلب بين الأذينين عند الطفل.

في الختام فإن فتحة القلب بين الأذينين من الحالات الطبية المصنفة غير خطيرة في بعض الأحيان، إذ تغلق تلقائيًا قبل وصول سن البلوغ، وفي حالاتٍ أخرى تستدعي الحاجة للعلاج حفاظًا على صحة وحياة الطفل من أي مضاعفات تتفاقم مع مرور الوقت.

يسعدنا مشاركة المقال