دكتور جراحة مخ وأعصاب ابراهيم عبد المحسن

عملية شفط التجمع الدموي في الرأس

تجمع كمية من الدم داخل الجمجمة أمر له عدة أسباب أبرزها التعرض لصدمة قوية بالرأس، ومن طرق علاج هذا الأمر هو اللجوء إلى عملية شفط التجمع الدموي في الرأس تلك العملية التي يتم الاعتماد عليها في إزالة هذا الدم المتجمع إذا كان كثيرًا ويمثل خطرًا ملحوظًا على حياة الإنسان المصاب.

إجراءات عملية شفط التجمع الدموي في الرأس

أما عن الإجراءات المتعلقة بتلك العملية الخطيرة فهو أمر يتوقف على كمية الدم والحالة التي هو عليها حيث أنه يمكن أن يكون تجلط وأصبح في هيئة متماسكة وعمومًا الإجراءات تسير على النحو التالي:

  • خضوع المصاب إلى التخدير الكلي حيث أنه أصلح أنواع التخديرات لأن العملية تتم في منطقة الدماغ أو الرأس.
  • تبدأ خطوات العملية بإحداث الشق الجراحي الذي يكون صغير للغاية إذا كان الدم في حال متجلط وذلك ليتم شفطه بدقة عبر الفتحة الصغيرة.
  • أما إذا كان الدم المتجمع ذات كمية كبيرة وليست جميعها متجلطة فإن الحاجة إلى شق جراحي أكبر واجبة في الجمجمة للتمكن من إزالة كافة الدماء الموجودة بشكل سهل ومرن.

ما بعد العملية 

بعد أن تتم العملية بنجاح فإن المريض يتم نقله الى غرفة الافاقة ومن ثم يترك تحت عناية واهتمام الطبيب حتى يعود إلى وعيه ويكشف عليه الطبيب مطمئنًا على عدم وجود مشاكل أو مضاعفات ومن ثم يتم نقله الى غرفة عادية داخل المستشفى ويظل بها عدة أيام يحظى بالاهتمام والمتابعة الطبية ومن ثم يترك المستشفى عندما يكون في حال تسمح بذلك ولا يشعر بأي مضاعفات خاصة بما بعد العملية.

مضاعفات بعد العملية

أما عن المضاعفات التي قد يتوقع حدوثها للمريض بعد إجراء عملية شفط التجمع الدموي من الرأس فهي كالتالي:

  • حدوث شلل جزئي في عضو من أعضاء الجسم.
  • الشعور الدائم بوجود خدر في أحد الأطراف أو في عضو من أعضاء الجسم ويرجع ذلك إلى موضع الإصابة في الدماغ.
  • قد يصاب المريض بالعمى الجزئي أو الكلي.
  • قد يتأثر الفم واللسان بهذا الأمر فيصبح الكلام أكثر صعوبة ويحدث ثقل باللسان.
  • إصابة الذاكرة بنوع من الضعف كما أن درجة الوعي والانتباه قد تتضرر ولكن بنسب مختلفة من شخص إلى آخر.

نسبة نجاح عمليات نزيف المخ

بعض الحالات المصابة تخرج من غرفة العمليات ولا تتم الافاقة المتوقعة لها في غرفة الافاقة بل تدخل في غيبوبة ربما تدوم طويلًا وهناك حالات تصاب بالشلل بسبب تضرر جزء في الدماغ أثناء الشفط، وهذه الحالات بحاجة إلى العناية الكبيرة حتى يتمكنوا من العيش بشكل أشبه من الطبيعي فيما بعد.

وهناك حالات تفيق عقب العملية وتتمثل للشفاء سريعًا وتمارس حياتها بشكل عادي، إذن فإن نسبة نجاح تلك العملية أمر نسبي مرتبط بمدى خطورة وضع المصاب والطريقة التي تم من خلالها إجراء العملية وهل تطلبت إلى استخدام منظار أم أن جميع إجراءاتها جراحية بشكل بحت. 

متى يختفي التجمع الدموي في الرأس ؟

التجمع الدموي لا يختفي من الرأس إذا كان غزير أو متجلط إلا من خلال التدخل الجراحي لأنه لا يصلح معه إلى علاجات أخرى في تلك الحالة، وينصح الطبيب فورًا بالتدخل الجراحي الذي أصبح أكثر أمانًا عن السابق بفعل التقدم الطبي الملحوظ.

هل نزيف الدماغ يسبب الوفاة ؟

ليس كل نزيف في الدماغ يتسبب في الوفاة وذلك يتوقف على عوامل عدة منها مكان حدوث النزيف داخل الدماغ ومدى غزارة هذا النزيف، والمدة التي استمر فيها هذا الأمر دون تدخل طبي إذ كلما طالت تلك المدة كلما كان النزيف الدموي أكثر خطورة ويهدد حياة الإنسان.

هل نزيف المخ يسبب شلل ؟

كما نعلم فإن النزيف الحادث في منطقة الدماغ يعد طبيًا أحد أنواع مرض السكتة الدماغية أي كان السبب المؤدي إلى ذلك النزيف، ويعد الشلل أحد المضاعفات التي تلحق بالشخص المصاب بهذا النزيف في بعض الحالات، وذلك في حال تعرضت الخلايا العصبية الخاصة بالأطراف من أرجل وأيدي إلى الضعف أو حصل بها خلل ما الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث تلف في إيصال الإشارات إلى أعضاء الحركة بالجسم ونقصد الأرجل والأيدي مما يؤدي إلى الشلل الذي تختلف درجته من شخص إلى آخر.

كيفية التعامل مع مريض نزيف المخ ؟

يتم اكتشاف وجود نزيف في المخ بعد ظهور عدة أعراض مختلفة على الشخص المصاب مثل الصداع الذي لا يحتمل والدخول في حالة من غياب الوعي وربما القيء المتقطع والشعور بالغثيان، كذلك قد يظهر على من لديه نزيف بالمخ صعوبة في الكلام وعدم الإدراك الكامل لما يدور حوله من الأحداث، فإذا تم ملاحظة أحد تلك الأعراض على الشخص فإن المتوقع هو القيام بالكشف الطبي الدقيق ومن ثم إجراء مجموعة من الأشعة المقطعية والتصورية للدماغ للوقوف على حقيقة الأمر.

وعقب تشخيص الحالة بأنها نزيف في الدماغ يتم وضع خطة العلاج وفق شدة هذا النزيف ومكان تواجده فإذا كان طفيف أو بسيط فيمكن علاجه بالأدوية وإذا كان خطير فإن التدخل الجراحي هو الحل.

هل ينجو المريض من نزيف الدماغ ؟

بالطبع النجاة من مرض نزيف الدماغ دون أي أضرار لاحقة بالشخص أمر قد يكون واقعيًا وذلك في الحالات ذات الإصابة البسيطة والمتوسطة، أما عن الحالات التي تعاني من نزيف في الدماغ من النوع الخطير فإنها حتى بعد إجراء عملية إزالة وشفط الدماء المتجمعة في منطقة ما بالمخ قد تنجو ولكن مع وجود ضرر ما مثل الشلل أو ضعف الكلام أو انعدام الرؤية وتجنب ذلك يتوقف على مهارة الطبيب الجراح القائم بالعملية ومدى دقة وخطورة النقطة المتواجد بها التجمع الدموي داخل الدماغ.

 يمكننا القول أن هناك حالات تتماثل للشفاء تمامًا بعد الجراحة وبعد المتابعات الطبية والعلاج الطبيعي وتعود إلى الحياة الطبيعية والروتين اليومي ولكن بعد مرور فترة كبيرة من النقاهة ومشوار كبير من العلاج والتأهيل النفسي والجسماني.

مدة غيبوبة نزيف المخ

كما نعلم فإن دخول المريض في غيبوبة يعد من أكثر أعراض ومضاعفات نزيف الدماغ خطورة حيث أن جذع الدماغ في تلك الحالة يكون تعرض للإصابة والتلف، وتكون بداية دخول مريض نزيف الدماغ في الغيبوبة عقب الصدمة التي تعرض لها أو بعد تعرضه للنزيف بفترة قصيرة، ودرجة عمق الغيبوبة الناتجة عن النزيف المخي تختلف من شخص إلى آخر.

إذ أن هناك مرضى يدخلون في غيبوبة ولكن دون تعطل التنفس لديهم وتعمل باقي أجهزة الجسم بكل كفاءة، بينما البعض الآخر فور دخوله في الغيبوبة يحتاج إلى جهاز تنفس صناعي ومتابعة عن قرب لباقي أعضاء الجسم.

أما عن مدة الغيبوبة فهي تختلف من شخص إلى آخر كما أن شكل انتهائها أيضًا مختلف حسب نوع الإصابة فهناك أشخاص يخرجون من هذه الغيبوبة دون أي أضرار وآخرين يتضرر لديهم جزء بالمخ مما يؤثر على الحركة أو النطق أو الرؤية، وهؤلاء يحتاجون إلى فترة علاج تكميلي بها جزء كبير من العلاج الطبيعي وكذلك النفسي بجانب الأدوية الطبية. 

يسعدنا مشاركة المقال