قد يحتاج المرء بالنهاية وبعد كل المحاولات لإجراء عملية ثقب القلب بالقسطرة، حيث تعتبر أمراض القلب الخلقية من أكثر الأمراض الشائعة خاصًة عند الأطفال وحديثي الولادة، مثل ثقب القلب والذي قد يولد به الطفل وينتج عنه الكثير من المضاعفات، التي تحتاج للتدخل الطبي لتحسين الحالة وسد هذا الثقب، ومن خلال هذا المقال سوف نتناول الحديث عن هذا بالتفصيل فتابعوا معنا.
قسطرة القلب
تعتبر عملية القسطرة في القلب من أهم العمليات التي يقررها الطبيب المختص من أجل تشخيص وعلاج بعض الأمراض القلبية مثل عدم انتظام ضربات القلب أو انسداد الشرايين أو ضعف عضلة القلب أو مشاكل الصمامات والأوعية الدموية، حيث يتم من خلال هذه العملية توجيه أنبوب رفيع ومرن وتمريره خلال أحد الأوعية الدموية لكي يصل إلى القلب ومن ثم يتم التشخيص.
أثناء القيام بالقسطرة يتمكن الأطباء من إجراء اختبارات قلبية متنوعة مثل استئصال جزء من نسيج القلب لكي يتم فحصه، أو توصيل بعض علاجات أمراض القلب إليه مثل تركيب الدعامات وغيرها، ومن المعروف أن مريض القلب يكون مستيقظ أثناء إجراء عملية القسطرة، كما أن القسطرة تكشف عن وجود ثقب في القلب وبالتالي يتم العلاج بشكل سريع لسد هذا الثقب.
أسباب ثقب القلب
يشير الأطباء إلى أن سبب إصابة الأطفال المواليد بثقب في القلب غير معروف، لكن في بعض الأحيان قد تكون الإصابة نتيجة عوامل وراثية مثل الاختلالات الجينية، حيث أنه في الحالات الطبيعية يقوم الجانب الأيسر من القلب بضخ الدم إلى الجسم، ويقوم الجانب الأيمن بضخ الدم من القلب إلى الرئتين.
أما في حالة وجود ثقب في القلب فإن ذلك يؤدي إلى مرور كمية كبيرة من الدم المحمل بالأكسجين من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن، ومن خلال هذا الثقب يتم ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى الرئتين مرةً أخرى وهذا يؤدي إلى خلل في كفاءة ضخ الدم، ومن ثم يقوم القلب بضخ الدم بشكل أكبر من أجل التعويض، لذلك قد يصاب المريض بتضخم في عضلة القلب أو ارتفاع في الضغط، أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
أعراض ثقب القلب
أهم الأعراض التي تظهر على مريض ثقب القلب، والتي قد تشير لضرورة إجراء عملية ثقب القلب بالقسطرة، خاصًة لدى الأطفال تتمثل في الآتي:
- صعوبات في التنفس.
- اللهاث والسرعة في النفس.
- صعوبة في الأكل والبلع.
- نقص وزن المريض.
- الإخفاق في النمو.
- تورم في مناطق عديدة من الجسم.
عملية ثقب القلب بالقسطرة
أكدت الدراسات التي أجريت حول إجراء عملية الثقب بالقلب بالقسطرة، خاصًة لدى حالات الأطفال أنها قد أثبتت نتائجها الإيجابية وحققت طفرة في عالم الطب، وأصبح من السهل إجرائها بعد أن كان غلق الثقوب يتم عن طريق عملية القلب المفتوح، كما أكد أحد الأطباء أن العيوب الخلقية في قلوب الأطفال منها 25% يمثل وجود ثقب بين الأذينين، وإذا لم يتم تشخيص الحالة والحصول على العلاج قد يتفاقم الأمر ويزداد سوءًا، ويساعد في حدوث هبوط وتضخم في عضلة القلب.
كما أن الطفل المصاب قد يعاني من تأخر في التحصيل الدراسي، والتعب الشديد من أقل مجهود وقد يتعرض للوفاة المبكرة، كما قد يسبب تأخر العلاج مشاكل في الحمل لدى السيدات، بالإضافة إلى أن عدم اكتشاف هذا الثقب قد يسبب جلطات دماغية في المخ.
علاج ثقب القلب بالقسطرة
أوضحت الدراسات التي أُجريت في هذا المجال أن إغلاق الثقب الموجود في القلب كان يتم عن طريق إجراء عملية جراحية وهي عملية القلب المفتوح، لكن أصبح غلق الثقب الآن يتم عن طريق القسطرة وذلك دون تدخل جراحي ودون الحاجة إلى الإيداع في العناية المركزة، كما أنه لا يسبب أي مضاعفات مثل الجرح الذي يتم في الصدر لأن القلب المفتوح كان يؤدي إلى تشوه في شكل الصدر وبشكل خاص عند الفتيات، كما أكد أحد الأطباء أن العملية تتم باستخدام أجهزة طبية مختلفة، لكن ذلك على حسب نوع ومكان وحجم الثقب.
كما أشارت الدراسات إلي أن عملية ثقب القلب بالقسطرة تتم منذ نحو عشر سنوات، وذلك داخل المراكز الجامعية، وباستخدام أفضل التقنيات وعلى مستويات عالمية من خلال عمل فتحة في فخذ الطفل مثل ثقب الإبرة، حيث يتم سد ثقب القلب بالقسطرة باستخدام مادة خاملة وهي مادة النيتنول، والتي لا تتفاعل مع الجسم وتستمر مع الطفل بقية حياته ونسبة نجاح هذه العملية تقدر بنحو 99%.
كيف يتم الاستعداد لعملية ثقب القلب بالقسطرة؟
إذا أقر الطبيب إجراء عملية الثقب بالقلب بالقسطرة فلابد أن يتم تجهيز المريض للعملية وذلك باتباع عدة تعليمات والتي تتمثل في الآتي:
- عدم تناول الأطعمة أو المشروبات قبل إجراء العملية بحوالي ست ساعات على الأقل، لأن وجود الطعام أو الشراب في المعدة يزيد من خطر الإصابة ببعض المضاعفات أثناء العملية.
- إذا كان المريض يعاني من الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل مرض السكري، فلابد من استشارة الطبيب قبل إجراء العملية من أجل ضبط مستوى السكر في الدم وضبط جرعات الأنسولين.
- لابد من إخبار الطبيب إذا كان المريض يتناول أدوية مضادة لتخثر الدم والتي ينصح بالتوقف عنها مثل الأسبرين.
- لابد من إحضار المريض لجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها باستمرار، ذلك لكي يعرف الطبيب ما هي الجرعات التي يتناولها المريض كل يوم وبالتالي تحديد المناسب منها أو تغييرها.
إجراءات هامة أثناء عملية ثقب القلب بالقسطرة
هناك تعليمات وأمور هامة يقوم بها الطبيب أثناء العملية ومنها ما يلي:
- يمكن للطبيب أن يحدد موقع انسداد الأوعية الدموية أو تضييقها، والذي قد يسبب ألم في الصدر.
- لابد من قياس مستوى الضغط والأكسجين في الدم وهي عملية تقييم ديناميكية الدم.
- يتم تحديد كفاءة القلب في أثناء ضخ الدم.
- يتم أخذ عينة من أنسجة القلب.
- تشخيص مشاكل القلب التي كانت موجودة منذ الولادة.
- يتم تشخيص أمراض صمامات القلب.
- ثم يتم فحص الأوعية الدموية للبحث عمَ إذا كان هناك جلطات دموية أم لا.
مخاطر عملية ثقب القلب بالقسطرة
رغم نسب النجاح الكبيرة لعملية الثقب بالقلب بالقسطرة، إلا أنها قد تكون محاطةً ببعض المخاطر والتي من المحتمل حدوثها لمريض القلب ومن أهمها ما يلي:
- الكدمات والجلطات الدموية.
- التعرض إلى النزيف.
- حدوث ضرر في الشريان أو القلب أو المنطقة التي تمت عملية القسطرة من خلالها.
- حدوث عدوى الجرح.
- الإصابة بالنوبات القلبية.
- تلف الكلى.
- اضطرابات في ضربات القلب والإصابة بالسكتات الدماغية.
- وجود تفاعلات تحسسية تجاه بعض الأدوية.
إذا كنتِ امرأة حامل أو تخططين للحمل في الفترة القادمة فلابد من إخبار الطبيب قبل الحمل واتباع كافة التعليمات التي يشير إليها.
الإجراءات المُتبعة بعد عملية ثقب القلب بالقسطرة
هناك بعض الإجراءات والتعليمات التي تتم عقب الانتهاء من إجراء العملية، ذلك لأن المريض قد يقضي عدة ساعات في غرفة الإفاقة، ثم ينتقل إلى غرفة أخرى في العيادات الخارجية، وبعد إزالة القسطرة يقوم الفني بالضغط على موضع إدخالها في فخذ الرجل، وقد تحتاج عملية القسطرة إلى الاسترخاء بعد الانتهاء منها لمدة عدة ساعات وذلك لتجنب خطر النزيف والسماح للشريان بالتعافي.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا والذي سردنا من خلاله كافة التفاصيل المتعلقة حول علاج عملية ثقب القلب بالقسطرة آملين أن نكون قد وُفقنا في تغطية جميع النقاط التي قد تحتاجون إلى معرفتها، لكن لابد من أخذ كافة الاحتياطات أثناء وبعد العملية وذلك حتى لا يصاب المريض بأي مضاعفات خطيرة تؤدي إلى تدهور حالته الصحية أكثر، دمتم سالمين آمنين مطمئنين.