عملية القلب المفتوح والجماع تعد من أهم ما يتساءل عنه المرضى الخاضعين لعملية القلب المفتوح بعد نجاح الجراحة حيث يراودهم القلق من عدة أمور مثل: التعرض لمشاكل قلبية أخرى، أو من الموت أثناء الجماع، أو أن يكون النشاط الجنسي مؤلمًا، وقد لا يشعر الكثيرون بالراحة عند مناقشة أمور العلاقة الجنسية، بالرغم من أهميتها في العلاقة الصحية، فيؤدي ذلك إلي عدم طرح الأسئلة حولها، و متى يمكن ممارستها وما هي المحاذير، هذا ما نجيب عنه في السطور القادمة.

عملية القلب المفتوح والجماع

عملية القلب المفتوح والجماع

تحتاج العلاقة الجنسية إلى صحة بدنية جيدة حيث يعتمد الجنس على أساسيات ليتم ذلك بشكل مرضي للطرفين مثل: دورة دموية سليمة لتضمن تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية الكافي للجماع والوصول للنشوة الجنسية، وكذلك الشعور بالرغبة الجنسية، ووصول الدم إلى القضيب اللازم للانتصاب وإلي المهبل لترطيبه وتسهيل عملية الجماع.

كمل تؤثر عملية القلب المفتوح كغيرها من بعض العمليات والأمراض على بعض أساسيات نجاح العلاقة مثل: قوة الانتصاب أو نشوء الرغبة الجنسية أو الوصول للنشوة الجنسية، لكن الخبر السار أن عملية القلب المفتوح تهدف إلى أن يستطيع المرضي ممارسة حياتهم بشكل شبه طبيعي، بما في ذلك العلاقة الجنسية دون التعرض لمضاعفات تؤثر على صحة القلب.

تأثير عملية القلب المفتوح والجماع

يعتبر الجنس مجهود متوسط مثل صعود السلم، لكن قد يكون هذا المجهود محظوراً في بعض الحالات كما أن الإحساس بألم في الصدر وادر بعد عملية القلب المفتوح، وقد يستمر لفترة زمنية تختلف حسب نوع التدخل الجراحين، الجدير بالذكر أن أمراض القلب وأدوية القلب تؤثر على القوة والرغبة الجنسية مثل:

حاصرات بيتا

مثل البروبرانولول وهي أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، من آثارها الجانبية تقليل ضخ الدم إلى الأعضاء التناسلية.

مدرات البول

مثل السبيرونولاكتون، وهي أدوية تستخدم أيضاً للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ومن آثارها الجانبية التقليل من الرغبة الجنسية عند الرجال، ذلك لأنها تقلل من إفراز هرمون التستوستيرون.

مضادات الاكتئاب

يحتاج بعض المرضى إلى بعض مضادات الاكتئاب مثل الفلوكستين، وقد تسبب هذه الأدوية ضعف الانتصاب عند الرجال، والجفاف المهبلي عند النساء، وقد تتسبب هذه الأدوية في ضعف الرغبة الجنسية، مما قد يزيد من المدة اللازمة لاستعادة القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية، وتتلخص الأضرار التي تلحقها عملية الجماع على مرضى القلب في زيادة فرصة الإصابة بنوبات قلبية حتى ولو كان هذه الاحتمالية نسبتها قليلة جدا، لكن قبل العزم على القيام بالجماع بعد عملية القلب المفتوح يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة العامة.

متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية القلب المفتوح؟

قبل البدء في أي نشاط بدني بما في ذلك العلاقة الزوجية، يجب التأكد من  التئام عظمة القص تمامًا، قد يستغرق شفاؤها من 6 إلى 8 أسابيع، وقد تزيد هذه المدة قليلًا عند بعض المرضي، ذلك لأن سرعة شفاء الجروح تختلف من شخص لآخر، ويجدر الإشارة ان ما يتحكم في الوقت المناسب لممارسة العلاقة الزوجية غير شفاء الجرح، هو وجود الرغبة الجنسية من كلا الطرفين، قد تقل الرغبة الجنسية عند الشخص الذي أُجريت له العملية لأسباب متعددة، كالحالة النفسية، أو الخوف من الألم، أو الخوف من الدخول في أزمة قلبية، أو نتيجة تناول بعض الأدوية.

كيف يمكن العودة للحياة الجنسية بعد عملية القلب المفتوح؟

إذا كنت لا تعرف مدى قدرتك على ممارسة الرياضة يحذر الجماع، في هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى اختبار الإجهاد لتحدي هل ستصاب بعلامات وأعراض أمراض القلب والأوعية الدموية أثناء النشاط الجنسي أم لا؟ يظهر اختبار الإجهاد قدرتك على بذل طاقة كافية لركوب دراجة ثابتة أو المشي بطريقة مريحة دون حدوث ذبحة صدرية، أو ضيق التنفس الشديد، أو تغيرات مخطط القلب، مما قد يشير إلى نقص الأكسجين في عضلة القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، ويساعد برنامج إعادة التأهيل القلبي وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة على تقليل فرص الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية أثناء النشاط الجنسي.

ماهي موانع عملية القلب المفتوح والجماع؟

يمثل الجنس مصدر خطر وتهديد لفئة قليلة من المرضى، لذا وجب العلم أنه هناك موانع لعملية القلب المفتوح والجماع من شأنها جعلك تتوقف عن ممارسة الجنس على الأقل بشكل مؤقت، إذا ظهرت عليك أي من الحالات التالية:

  • الذبحة الصدرية غير المستقرة: وهي ألم الصدر أو الذبحة الصدرية الشديدة التي تحدث بشكل متكرر أو أثناء الراحة.
  • بداية الذبحة الصدرية وتظهر في صورة ألم في الصدر بسبب مشاكل في القلب.
  • ضغط الدم غير مستقر (ضغط الدم المرتفع).
  • قصور قلب متقدم.
  • التعرض لأزمة قلبية خلال الأسبوعين السابقين.
  • عدم انتظام ضربات القلب وخاصة في البطينين.
  • ضعف عضلة القلب.
  • إذا كانت أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية شديدة.
  • إذا كنت تعاني من أعراض القلب والأوعية الدموية أثناء النشاط الجنسي.

معلومات هامة عن العملية للمقبلين على الزواج

يجدر بالمرضي ممن خضعوا لعملية القلب المفتوح المقبلين على خطوة الزواج أن يكون على علم ببعض الحقائق حول عملية القلب المفتوح والجماع، مثل:

  •  يتوجب استشارة الطبيب المعالج، ذلك لتقييم حالة القلب والتحدث حول مخاوف النشاط الجنسي المتعلقة بحالة قلبك واطلب منه المساعدة في تقليل مخاوفك إيجاد سبب المشكلة، وإيجاد الحل المناسب.
  • إذا كنت مصاب بقصور في القلب أو ازمة قلبية، فإن إعادة التأهيل القلبي والنشاط البدني المنتظم، يمكن أن يقلل من خطر حدوث مضاعفات متعلقة بالنشاط الجنسي.
  • إذا كنتِ امرأة تخطط للإنجاب أو استخدام وسائل منع الحمل في المستقبل، فلا بد من استشارة طبيبك أولاً.
  • إذا كان لديك مشكلة في الوظيفة الجنسية، فإنك تحتاج أن يفحصك طبيبك بحثًا عن أمراض القلب والأوعية الدموية، أو القلق أو الاكتئاب أو عوامل أخرى.
  • إذا كان الدواء الخاص بك يحسن أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية لديك، لكنك تشعر بالقلق من أنه قد يؤثر على الرغبة الجنسية أو الأداء، فلا توقف الدواء على الإطلاق. صحة قلبك هي الأهم.
  • تعتبر أدوية ضعف الانتصاب آمنة بشكل عام، على الرغم من أنه لا ينبغي استخدامها لمرضى الشريان التاجي إذا ممن يستخدمون النترات، كما يجب عدم وصف النترات قبل مرور 24-48 ساعة من تناول دواء ضعف الانتصاب.
  • إذا كنتِ امرأة في سن اليأس ومصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فسيكون استخدام الأستروجين الموضعي أو المهبلي لعلاج الجماع المؤلم آمن بشكل عام.

ختاماً.. فإن الخبر السار  بعد أن تعرفنا على كافة الحقائق والمحاذير حول عملية القلب المفتوح والجماع أن نسبة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة بسبب النشاط الجنسي قليلة جدا ، يمكنك تقليلها أكثر عن طريق تحسين قدرتك على التحمل مما يجعل هذا الجهد البدني أقل ضغطاً على قلبك، ويعتبر برنامج إعادة تأهيل القلب ويليه التمارين المنتظمة تحت إشراف الطبيب هي أفضل طريقة لتحسين قدرتك على التحمل.

يسعدنا مشاركة المقال