حديثنا اليوم عن عملية القلب المفتوح للمرة الثانية، وما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى خضوع المريض لعملية القلب المفتوح مرتين، وما نسبة نجاحها، ومدى خطورتها، وغير ذلك من المعلومات الهامة عن هذه العملية الخطيرة سوف نتناول ذكرها بالتفصيل في هذا المقال، فقط تابعوا معنا لمعرفة التفاصيل.

عملية القلب المفتوح للمرة الثانية

ما هي عملية القلب المفتوح؟

تهدف عملية القلب المفتوح إلى تحسين الحالة الصحية لعضلة القلب عن طريق تغيير شرايين القلب التي تعرضت للانسداد، ذلك لتحسين تدفق الدم المؤكسد للقلب والوقاية من التعرض للذبحة الصدرية المؤلمة التي تنتج من انسداد الشرايين وعدم وصول كميات كافية من الدم المؤكسد للقلب.

خطوات إجراء عملية القلب المفتوح

إن عملية القلب المفتوح تتطلب قدراً عالياً من الدقة والمهارة عند إجرائها، لأن خطواتها كثيرة ومعقدة، وفيما يلي سوف نشرح خطوات إجرائها:

  • في البداية يقوم الجراح بعمل شق في منتصف القفص الصدري ثم يقوم بقطع عظام القفص الصدري.
  • بعد ذلك يقوم بتوصيل المريض بجهاز يعرف باسم “المضخة القلبية الرئوية” التي تعمل على إمداد الجسم بالدم المؤكسد حتى ينتهي الطبيب من إتمام الجراحة.
  • حالياً توجد تقنية حديثة تسمى عملية القلب المفتوح النابض وفيها يتم الإستغناء عن المضخة القلبية الرئوية ويكون الإجراء الجراحي بالكامل والقلب ينبض بطبيعته.

يختار الطبيب المعالج واحدة من طريقتين للتغلب على الانسداد وهما كالتالي:

  1. إما أن يستعين الجراح بوريد سليم من الساق  ليطعم به الشريان المسدود، حيث يتم ربط أحد طرفي الوريد المطعم قبل الجزء المسدود في الشريان، والجزء الآخر بعد الجزء المسدود، وأثبتت الدراسات أن نسبة نجاح هذه الطريقة تتراوح ما بين 66% إلى 75%.
  2. أو اتباع الطريقة الثانية وهي تحويل الشريان الصدري الأيسر المعروف باسم “الشريان الثديي” إلى الفرع السفلي اليساري من الشريان التاجي الأيسر، وتحقق هذه الطريقة نسبة نجاح تتراوح ما بين  80% وحتى 95%.
  • يقوم الطبيب بالخياطة والتضميد وإعادة عظام القفص الصدري لوضعها.
  • تستغرق عملية القلب المفتوح فترة تتراوح ما بين 4 ساعات حتى 8 ساعات.
  • ينتقل المريض إلى وحدة عناية القلب المركزة للمراقبة، يظل بها حتى تستعيد أجهزة الجسم الحيوية قدرتها على العمل بشكل سليم.
  • ثم ينتقل المريض إلى غرفة عادية ويظل تحت الإشراف الطبي والملاحظة حتى تستقر حالته تمامًا ويسمح له الطبيب بالخروج.

لماذا يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية القلب المفتوح للمرة الثانية؟

يقدم الأطباء على إجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية عند تعرض الشريان التاجي للانسداد مرةً أخرى، مما يهدد عضلة القلب، ويزيد من خطر الإصابة بالجلطات، كما أن انسداد الشريان التاجي يقلل من نسبة الدم المؤكسد الواصل للقلب مما ينتج عنه نقص في نسبة الأكسجين الواصلة للقلب، ويسبب هذا شعورًا بالألم في الصدر وينتج عن هذا إصابة المريض بالذبحة الصدرية، ولتجنب كل هذه المضاعفات يلجأ الأطباء إلى إعادة عملية قلب مفتوح للمرة الثانية.

وأشارت الدراسات والإحصائيات أن 10% من المرضى عانوا من عودة انسداد الشرايين في الأسابيع القليلة الأولى التالية لإجراء عملية القلب المفتوح الأولى، كما يعاني 35% إلى 40% من المرضى من عودة انسداد الشرايين ثانيةً بعد مرور 5 أعوام من إجراء الجراحة الأولى، كما يعاني 40% إلى 50% من ذلك بعد مرور 10 أعوام على جراحة القلب المفتوح الأولى.

أسباب الانسداد والحاجة للعملية للمرة الثانية

يعد السبب الرئيسي لإجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية هو عودة انسداد الشريان التاجي المُطعم والذي يحدث نتيجة للأسباب التالية:

  • حجم الطُعم الوريدي، فكلما كان الحجم أصغر زادت نسبة الانسداد.
  • طول الوريد المستخدم في تطعيم الشريان التاجي، فكلما زاد طول الوريد كلما زادت احتمالية التعرض للانسداد مرةً أخرى.
  • تعرض المريض لارتفاع ضغط الدم في الأسابيع القليلة التالية لعملية القلب المفتوح الأولى.
  • الارتفاع المفاجئ في نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، كتابع لإجراء عملية القلب المفتوح للمرة الأولي.

عوامل الخطر المرجحة لإجراء عملية القلب المفتوح للمرة الثانية

الكثير من العوامل قد ترجح كفة القيام بالعملية للمرة الثانية وترفع من نسبة الحاجة إليها، من أهم هذه العوامل ما يلي:

  • الجنس، حيث أن السيدات أكثر عرضةً لإعادة انسداد الشريان التاجي أكثر من الرجال، ذلك لأن حجم الشرايين عند النساء أقل منه عند الرجال.
  • مرض السكري، والاضطراب في مستوى الجلوكوز في الدم.
  • التدخين، وإدمان الكحوليات.

نسبة نجاح عملية القلب المفتوح للمرة الثانية

تتوقف نسبة نجاح عملية قلب مفتوح للمرة الثانية على عدة عوامل، تتمثل فيما يلي: 

  • الحالة الصحية العامة للمريض ومدى قدرته على احتمال الخضوع لجراحة قلب مفتوح مرة ثانية.
  • الفترة الزمنية الفاصلة بين إجراء الجراحتين، فكلما زادت الفترة الفاصلة كلما ارتفعت نسبة النجاح.
  • مدى انسداد الشرايين.

ما مدى خطورة عملية القلب المفتوح للمرة الثانية؟

تزداد خطورة عملية القلب المفتوح في كل مرة أكثر من المرة التي تسبقها، بذلك فإن إجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية أكثر خطورة من العملية في المرة الأولى، كما ترتفع احتمالية الوفاة، ذلك لأنه في كل مرة يضطر الجراح لقطع نسبة أكبر من الأنسجة، مما يزيد من الخطورة على حياة المريض.

مخاطر إجراء عملية القلب المفتوح للمرة الثانية

هناك بعض المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المريض بعد إجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية، ومن أشهرها ما يلي:

  • الإعياء الشديد والتعب نظرًا لطول فترة الخضوع للتخدير والجراحة.
  • آلام شديدة في القفص الصدري وفي موضع الجرح.
  • انتفاخات وتورم في الساق أو في المكان الذي تم أخذ الوريد المطعم منه.
  • الاضطراب النفسي والاكتئاب والقلق وسوء الحالة النفسية.

لذلك يظل المريض تحت الإشراف الطبي لفترة طويلة حتى تستقر حالته الصحية، ويتغلب على هذه المضاعفات.

الفحوصات والتحاليل المطلوبة قبل إجراء العملية 

يطلب الطبيب المعالج من المريض مجموعة من الفحوصات والتحاليل للاطمئنان على الحالة الصحية للمريض قبل إجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية، ومن أهمها ما يلي:

  • تحاليل الدم للاطمئنان على نسبة الهيموجلوبين، ومعدل تجلط الدم، ومعدل سيولة الدم.
  • تصوير للأوعية الدموية والشرايين والأوردة.
  • رسم كهربائي للقلب.
  • أشعة سينية لتصوير الصدر.

سبل الوقاية من إجراء عملية القلب المفتوح للمرة الثانية

هناك بعض الاحتياطات الواجب على مريض انسداد الشريان التاجي، والذي خضع لإجراء جراحة القلب المفتوح اتباعها للحفاظ على حالة القلب والشرايين، والوقاية من حدوث إعادة انسداد الشرايين والخضوع لإجراء عملية قلب مفتوح للمرة الثانية، ومن ضمن هذه الاحتياطات ما يلي:

  • الحرص على خفض معدل الكوليسترول في الدم، عن طريق الانتظام في تناول أدوية علاج الكوليسترول، وتناول الغذاء الصحي، وتجنب تناول الدهون والزيوت.
  • متابعة قياس ضغط الدم بشكل دوري ومنتظم لتجنب الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم الذي يسبب في تكوين الجلطات التي تسد شرايين القلب.
  • البعد عن التوتر والانفعالات والضغوط النفسية بقدر المستطاع. 
  • تناول غذاء صحي، وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة تحت إشراف الأطباء.
  • تجنب التدخين والإقلاع عن المشروبات الكحولية.
  • تناول جرعة يومية من الأسبرين الذي يحافظ على سيولة الدم في الشرايين، ويقلل من خطر إعادة انسدادها مرةً ثانية.

هل يمكن عمل عملية القلب المفتوح مرتين؟

نعم؛ يمكن إجراء عملية القلب المفتوح مرتين أو أكثر، فلا أنه لا يوجد حد معين للقيام بعملية القلب المفتوح، لكن تزداد الخطورة في كل مرة وتزداد نسبة احتمالية الوفاة أثناء الجراحة، لذلك يجب على الطبيب المعالج التأكد من أن حالة المريض تسمح بخضوعه لإجراء هذه العملية للمرة الثانية.

في النهاية نرجو أن نكون قد استطعنا توضيح جميع المعلومات الدقيقة والمتاحة حول أسباب ونتائج إجراء عملية القلب المفتوح للمرة الثانية والنسبة المحتملة لنجاحها والمخاطر التي تترتب عليها، ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية والسلامة من كل الأمراض. 

يسعدنا مشاركة المقال