تجربتي مع عملية القلب المفتوح ( علي لسان احد مرضي القلب)

بدأت عندما شعرت بألم في الصدر وضيق في التنفس، وعند الذهاب إلى المستشفى تم إسعافي وتم وضعي على جهاز التنفس الصناعي، وبعد مرور هذه الأزمة قررت أن أذهب إلى طبيب متخصص في أمراض القلب وأعرف سبب الأعراض التي أعاني منها مؤخرًا، وعندما وقع اختياري على طبيب معروف عنه خبرته ومهارته الكبيرة في هذا التخصص الطبي أخذت موعد مسبق الحجز، وبالفعل ذهبت إلى الطبيب الذي أجرى لي كشف طبي شامل وأجرى رسم قلب وقياس ضغط وسكر وسألني عن كافة الأعراض التي أعاني منها ومتى بدأت، وهل أعاني من أمراض مزمنة أم لا، وفي نهاية الكشف طلب مني بعض الفحوصات الضرورية وأشعة مقطعية على الصدر وأشعة إيكو وغير ذلك من الفحوصات.

عند الزيارة الثانية للطبيب أوضح أنني قد أعاني من انسداد في أحد الشرايين وبالفعل أجريت قسطرة تشخيصية وأخرى علاجية وبعد مرور الوقت لم تفي الدعامة التي قمت بتركيبها بالغرض إذ أن حالتي بدأت تسوء وعند زيارة الطبيب للمرة الثالثة وعقب إجراء كل ما يلزم من كشف وفحوصات متنوعة تبين أن علاج حالتي يتمثل في إجراء جراحي حيث عملية القلب المفتوح والتي يتم من خلالها تبديل الشرايين المسدودة.

دخول المستشفى و الاستعدادات للعملية

عند الموعد المحدد تم إدخالي المستشفى من أجل التجهيز لإجراء عملية القلب المفتوح إذ تم إجراء فحوصات متنوعة خاصة بالقلب والسكر والضغط، وفور ظهور جميع نتائج التحاليل والفحوصات الخاصة بي اطلع عليها الجراح وأخبرني أن الأمور سوف تسير بشكل طبيعي دون وجود مشاكل، ثم تحدث معي الطبيب عن العملية  وما يتم فيها من إجراءات متنوعة وما يجب على المريض بعد الافاقة وأن العملية سوف تمر بسلام ودون مضاعفات كبيرة بإذن الله.

بعد انصراف الطبيب جاءت ممرضة من طاقم الممرضات العاملات في ذلك القسم واخبرتني عن ضرورة الامتناع التام عن الشراب والطعام الفترة قبيل العملية ونصحتني بضرورة الدخول إلى الحمام قبل الذهاب الى غرفة العمليات من أجل التجهيزات الأخيرة، وفي تلك الليلة قمت بتنظيف منطقة الصدر وإزالة ما بها من شعر بواسطة الشفرة بناء على توصياتها.

غرفة عمليات إجراء القلب المفتوح

كان أول طبيب يستقبلني في الصباح هو الطبيب المختص بالتخدير إذ قبل أن يبدأ في إجراءات التخدير الكلي قام بالاطلاع أولًا على كل ما لدي من فحوصات طبية تبين الحالة وكذلك التقارير الطبية المرفقة مع تلك الفحوصات ومن ثم قام بتخديري استعدادًا للعملية، بالطبع بدأت العملية وأنا فاقد تمامًا للوعي ولم أشعر كم مر من الوقت أو ما حدث عندما بدأت في الافاقة ووجدت نفسي في غرفة أخرى غير تلك التي كنت داخلها عندما كنت مستيقظ.

بعد الافاقة من عملية القلب المفتوح

كان الألم شديد عندما استيقظت والأنابيب كثيرة من حولي والتي كنت أعلم أن بعضها من أجل نظافة الجرح وسحب الدماء الفاسدة والأخرى من أجل حل مشكلة التنفس والثالثة من أجل المحاليل والرابعة لأمر آخر، حقًا كانت حالتي يرثى لها ولكن كنت على قيد الحياة ومن أجل شدة الألم اعطتني الممرضة مسكن واستمر حالي هكذا قرابة الثمانية وأربعون ساعة حيث كانت الممرضات يتناوبن على غرفتي والطبيب يأتي بين الحين والآخر من أجل المتابعة والاطمئنان وصرف ما يلزمني من علاج وفق لحالتي.

عندما مر أصعب يومين في حياتي كنت بدأت في استعادة نفسي وفي تلك الأثناء تم نقلي إلى أحد الغرف الأخرى داخل المستشفي وهي غرفة عادية تم نقلي فيها من أجل استكمال الأيام المتبقية لي في المشفى من أجل المتابعة والنقاهة من هذه العملية الصعبة حيث أنه في تلك الغرفة بدأت بشكل تدريجي أتخلص من الأنابيب الكثيرة التي كانت تغزو جسدي، واتخلص كذلك من القسطرة البولية حيث أصبح بإمكاني التحرك ببطء ومحاولة التنفس بشكل صحيح وتناول بعض الأغذية الخفيفة.

لم يهمل الطبيب يومًا في متابعة حالتي وكذلك الاهتمام كان كبير من الممرضات وكنت أتناول ادويتي وأبدأ في المشي الخفيف داخل غرفتي، وخلال فترة مكوسي كانت الممرضات دائمًا ما يقومون بقياس الضغط ورسم القلب وغيرها من الأمور التي أوصى بها الطبيب إلى أن حانت لحظة خروجي من المستشفى حيث خرجت وبحوذتي مجموعة من النصائح والتعليمات التي حفظتها عن ظهر قلب داخل عقلي فهي شديدة الأهمية من أجل صحة القلب وتمام التعافي دون التعرض لأي نوع من المضاعفات المحتملة الحدوث.

تجربتي بعد إجراء عملية القلب المفتوح

بعد إنتهاء العملية وفترة النقاهة في المستشفى والذهاب إلى المنزل بدأت مرحلة جديدة بالنسبة لي إذ أن الحياة لم تعد كما كان في السابق، وكان التساؤل الذي كان شديد الإلحاح داخل رأسي هل سوف تعود الحياة كما كانت بعد شفاء جرح العملية أم أن هذا سوف يكون نمط حياتي الجديد.

وبالطبع استغرقت وقت طويل حتى بدأت في المشي والتحرك بشكل أسهل من السابق ولم أهمل أبدًا في التعليمات والنصائح، حيث امتنعت تمامًا عن حمل أي شيء ثقيل ولم أقم بأي فعل عنيف أو قاسي مثل الملاكمة أو غيرها من الرياضات التي على نفس الشاكلة، كذلك كنت التزم بنظام غذائي صحي للغاية يكثر فيه الفواكه والخضروات، والتزمت بالجرعات العلاجية التي حددها الطبيب وإذا شعرت بالألم كنت أتناول حبة مسكنة، أما عن الجرح فكنت أقوم بتنظيفه بمساعدة زوجتي بشكل منتظم وأضع الضمادات المناسبة.

وكنت حريص كل حرص على كل ما يطرأ من أعراض جديدة على حالتي حيث كنت أترقب أي عرض خطير حتى أتواصل مع الطبيب كما أخبرني، وبجانب كل ذلك كنت ملتزم بالجدول الخاص بالمتابعة الدورية مع الطبيب المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية.

ومع مرور ما يقارب الشهر ونصف كنت أفضل حالًا وكان باستطاعتي ممارسة كل الأنشطة الحياتية العادية، كما أنه في ذلك الوقت تمكنت من قيادة سيارتي مرة أخرى دون أي قلق وبدأت اتمكن من النوم براحة دون ألم شديد حيث بدأت العظام في الالتئام بشكل كبير ويشفى الجرح تمامًا.

أما عن العلاقة الزوجية فقط أصبح من الممكن أن تتم بدون مشاكل، ولكنني في كل تصرفاتي وفي حايتي اليومي كنت حريص على عدم القيام بأي فعل يتسبب في أضرار للعملية مثل رفع ما هو ثقيل كما كنت لا أقوم بأي حركات فجائية أو عنيفة، بجانب أنني قررت الاعتماد على الغذاء الصحي فهو الأفضل على الإطلاق وسوف يجنبني كثير من المشاكل الصحية في المستقبل.

في النهاية أود أن أقول إني راضي تمامًا عن نتائج عملية القلب المفتوح التي أجريت لي على يد أشهر أطباء جراحة القلب المفتوح في مصر، حيث أن الله منّ علي بعدم حدوث أي مضاعفات خطيرة أثناء وبعد إجراء العملية، وأنني تمكنت من العيش في مأمن من مشاكل القلب وانسداد الشرايين ومن الحجز المتكرر في المستشفيات من أجل تلقي الإسعافات اللازمة، وبالرغم من حدوث تغير في نمط حياتي بشكل عام فهذا أفضل بكثير من المعاناة التي كنت اعيشها قبل إجراء العملية الجراحية. 

يسعدنا مشاركة المقال