يعاني كثير من الأطفال حديثي الولادة من وجود مشاكل في ثقب القلب والرضاعة الطبيعية، حيث يتضح ذلك بشكل كبير بعد الولادة، وقد يؤثر على الطفل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، لذلك سوف نتعرف من خلال هذا المقال على كل ما يدور حول هذه المشكلة، والطرق الصحيحة بالعلاج، وأهم العلامات التي تشير للإصابة، والرد على الكثير من التساؤلات الأخرى، تابعوا معنا لمعرفة التفاصيل.

ثقب القلب والرضاعة الطبيعية

ما هو ثقب القلب؟

ثقب القلب هو أحد الأمراض الأكثر شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، ذلك لأن هناك نحو ثمانية أطفال من كل ألف طفل يولدون بمشاكل في القلب، وحوالي 25% من هؤلاء الأطفال يعانون من وجود ثقب بين البطينين، ونحو 10% منهم يعانون من ثقب بين الأذينين.

ولكن، رغم أن السبب الرئيسي لمرض هؤلاء الأطفال غير معروف إلا أن العوامل الوراثية قد تكون من أبرز الأسباب، ولا ننسى أن نحو 90% من الحالات المصابة بثقب القلب من الأطفال قد يتعافون منه في العام الأول، لكن ذلك في حالة إذا كان الثقب صغير الحجم، أما الثقب المتوسط الحجم أو الكبير فمن الصعب أن يتعافى منه الطفل، بل يستمر معه لفترة طويلة حتى يتم علاجه سواء بالتدخل الجراحي أو عن طريق عمليات القسطرة.

كيف يتم تشخيص ثقب القلب؟

يذكر لنا كبار الأطباء أن تشخيص ثقب القلب الذي يصاب به الأطفال حديثي الولادة يتم من خلال تخطيط صدى القلب، ذلك باستخدام الموجات الفوق الصوتية، وهذا التشخيص يعد هو أهم وأبرز طريقة يمكن استخدامها في تشخيص الأمراض الخلقية، كما أنه الوسيلة الأدق التي تكشف عن المشكلات القلبية أثناء مرحلة الحمل، أما الجنين المصاب فيتم تشخيص حالته وهو في عمر 16 أسبوع من الحمل، من هنا يتم تقديم تقرير بحالة الطفل قبل ولادته وتقديم هذا التقرير إلى والديه، وبالإضافة إلى ذلك يتم التشخيص عن طريق ما يلي:

  • استخدام الوسائل المتطورة الحديثة مثل تصوير الأوعية التقليدي والتصوير الطبقي المحوري.
  • استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير النووي للقلب.
  • استخدام التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني.

كل ذلك يتم إذا لم يأت تخطيط صدى القلب بثماره ويوضح التشخيص الصحيح للحالة.

أنواع ثقب القلب عند الأطفال

بعد أن تعرفنا على ثقب القلب والرضاعة الطبيعية، يجب أن نعرف أن هناك نوعين من ثقب القلب عند الأطفال وهما كالتالي: 

ثقب القلب بين البطينين

وهو الأكثر شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، فإذا كان حجمه 3 ملي أو أقل فيتم تشخيصه على أنه صغير، أما إذا كان حجمه من 3 ملي إلى 6 ملي فهنا يتم تشخيصه على أنه متوسط، إذا كان أكبر من 6 ملي فهو كبير وهذا الأكثر خطورة.

ثقب القلب بين الأذينين

وهو النوع الأقل شيوعًا والذي يحتاج إلى تدخل جراحي أو قسطرة ولا يلتئم بسهولة، وإذا كان حجمه ما بين 4 ملي و6 ملي، فهنا قد يُغلق دون تدخل جراحي في 50% من الحالات، ورغم ذلك إلا أنه قد يكون 3 ملي ولا يُغلق بشكل تلقائي، ولكن إذا زاد حجمه إلى نحو 10 ملي فهذه الحالة قطعًا تحتاج إلى جراحة.

ثقب القلب والرضاعة الطبيعية 

قد لا يسبب وجود ثقب صغير في القلب مشكلة كبيرة عند الطفل حديث الولادة وذلك لأن الثقوب الصغيرة من السهل أن تلتحم دون الحاجة إلى علاج وذلك في فترة الطفولة، ولكن إذا زاد حجم الثقب فإن ذلك قد يسبب مضاعفات ومخاطر.

رغم أن ثقب القلب عند الطفل الرضيع قد لا يُشعر به ولا يتم اكتشافه إلا في سن كبيرة، إلا أن الطفل قد يعاني من مشاكل في التنفس ويميل لون وجهه إلى الزرقة أثناء البكاء، وفي بعض الحالات قد يكتشف الطبيب وجود ثقب في قلب الطفل عند الكشف عليه بسماعة الأذن، حيث يستمع إلى صوت مختلف، ومن هنا يطلب الطبيب بعض الفحوصات الطبية التي تكشف عن وجود ثقب في القلب.

كيف يقرر الطبيب إجراء عملية ثقب القلب فترة الرضاعة الطبيعية؟

في حالات ثقب القلب والرضاعة الطبيعية قد لا يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية لسد ثقب القلب عند الطفل الرضيع في سنواته الأولى، إلا إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، وفي أغلب الحالات ينتظر الطبيب عندما يكبر الطفل ويتخطى مرحلة الرضاعة الطبيعية على أمل أن ينغلق الثقب دون تدخل جراحي، لكن قد يقرر الطبيب المختص بعض الأدوية للطفل أثناء هذه الفترة حتى تساعد على سيلان الدم ومنع التجلط.

هل يتسع ثقب القلب أثناء البكاء في فترة الرضاعة الطبيعية؟ 

ترددت كثير من الأسئلة حول ثقب القلب والرضاعة الطبيعية، وعن بكاء الطفل المصاب بوجود ثقب في القلب، وهل بالفعل يزداد حجم الثقب أثناء بكاء الطفل الرضيع أم لا، فقد أكد الأطباء أن الإجابة هنا هي لا وذلك لأن البكاء لا يسبب أي اتساع في حجم الثقب، لكن من المعروف أن بذل الطفل كثير من المجهود أثناء البكاء يجعل وجهه يصاب بالزرقة، وذلك لأن كمية الدم المؤكسد التي تصل إلى الجسم لا تتناسب مع المجهود الذي يحدث من قِبل الرضيع.

عملية ثقب القلب عند الطفل الرضيع 

ما زلنا نتحدث عن ثقب القلب والرضاعة الطبيعية، حيث تتم عملية ثقب القلب عندما يقرر الطبيب المختص ذلك ويكون الطفل تحت تأثير المخدر الكلي، حينها يقوم الطبيب الجراح بعمل شق في الصدر ثم يقوم بعمل رقعة طبية على الثقب أو قد يقوم بخياطته جراحيًا، ولكن لابد من أخذ كافة الاحتياطات من الطبيب تجاه الطفل الرضيع المريض وأن يقوم بتجهيزه للعملية حتى لا يحدث أي نزيف أو تجلط.

إجراءات ما قبل وبعد العملية 

ينبغي ألا يتناول الطفل أي شيء من الطعام بعد منتصف الليل قبل يوم العملية، وذلك حتى لا ينزل الأكل في مجرى التنفس، ورغم أنها عملية في القلب إلا أنها ليست خطيرة؛ لأنها أصبحت شائعة بين الأطفال حديثي الولادة بوجه خاص، ويتم إيداع الرضيع بالمشفى لمدة ثلاثة أيام بعد العملية، أما الجرح فهو يلتئم بشكل نهائي بعد ستة أشهر، ويقوم الطبيب بعد الانتهاء من العملية بوصف مجموعة من الأدوية المسكنة للألم والمضادات الحيوية، وذلك من أجل منع التهاب القلب بعد العملية.

تغذية الطفل بعد عملية ثقب القلب

بعد أن تعرفنا على حالة الطفل المصاب بثقب القلب والرضاعة الطبيعية وكيف يؤثر ذلك عليه، فلابد أن نذكر كيف تتم تغذية الطفل الرضيع بعد الانتهاء من العملية، وذلك لكون الطفل الرضيع الذي أجرى عملية ثقب القلب يعاني من بطء في عملية النمو، ولذلك لابد من تعويض ما يفقده من سعرات حرارية من خلال طرق التغذية المناسبة التي يصفها الطبيب المعالج وهي كالتالي: 

  • الاعتماد بشكل كامل على لبن الأم وعدم اللجوء إلى استبداله باللبن الصناعي، وذلك لا يحدث إلا في حالة الضرورة، لأن الطفل يبذل مجهود أقل عند الرضاعة الطبيعية من الثدي، بينما يحتاج إلى مجهود أكبر عند الرضاعة الصناعية.
  • لابد من إمداد الطفل الأكبر من عام بالأطعمة المناسبة التي يحتاج إليها والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية، مثل الدجاج والمانجو والتفاح والخوخ.
  • الموز؛ من أهم الأطعمة التي يحتاج إليها الطفل الذي يعاني من مشاكل في القلب لأنه يحتوي على 110 سعر حراري، كما أنه يحتوي على الماغنسيوم الذي يحسن من أداء القلب بالإضافة إلى أنه سهل المضغ.
  • زيادة مدة تغذية الطفل، حيث يجب ألا تقل عن نصف ساعة حتى يأكل ببطء دون أن يتسبب هذا في إرهاق له.
  • هناك بعض حالات الأطفال التي تحتاج إلى أنبوب غذائي، يصل إلى المعدة وذلك حتى يستطيع الأكل بشكل طبيعي.

إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي تناولنا من خلاله الحديث عن ثقب القلب والرضاعة الطبيعية، كما نذكركم بأن كثير من الأطفال الرضع يولدون بوجود ثقب في القلب دون التعرف على سببه الحقيقي، لكن يستطيع الطبيب أن يشخص الحالات المصابة، لذا لابد من سرعة التوجه إلى الطبيب إذا لاحظت الأم أي تغير في حالة الطفل الرضيع أو عند بكائه، حتى يتم العلاج بشكل سريع قبل أن يتطور الأمر إلى الأسوأ. 

يسعدنا مشاركة المقال