يعاني الكثير من الأشخاص من الإصابة بأمراض القلب المختلفة والتي تتنوع ما بين ضعف في عضلة القلب أو مشاكل في الشرايين والأوعية الدموية أو ثقب القلب بين البطينين وغيرها، لذلك فإننا من خلال هذا الموضوع سوف نستعرض أهم المعلومات والتفاصيل عن ثقب القلب، وأهم الأعراض التي يشعر بها المريض، وكيف يصاب الأطفال بهذا المرض، وهل هناك أسباب لذلك أم لا، وكيفية تشخيص المرض وطرق علاجه، كل ذلك وأكثر من خلال هذا المقال الشيق.

ثقب القلب بين البطينين

ما هو ثقب القلب بين البطينين؟

الثقب بالقلب بين البطينين أحد أكثر الأمراض الشائعة، خاصةً بين فئة الأطفال وحديثي الولادة، وهو عبارة عن عيب خلقي يتمثل في وجود ثقب في الجدار الفاصل بين كل من البطين الأيمن والبطين الأيسر، ينتج عنه تسرب الدم من الأخير إلى البطين الأيمن، مما يزيد من كمية الدم اللازم ضخه إلى الرئتين، فيزداد حجمه في محاولة منه لتقليل ضغط الدم في الرئتين.

أعراض ثقب القلب بين البطينين

تختلف أعراض الثقب في القلب بين البطينين من شخص لآخر ، وذلك على حسب حجم الثقب ومكانه، ولكن هناك مجموعة من الأعراض تعد هي الأكثر شيوعًا بين المرضى وهي ما يلي: 

  • حدوث سرعة في التنفس.
  • صعوبة التنفس أثناء الرضاعة.
  • كثرة الإصابة بالالتهابات الرئوية ونزلات البرد.
  • الإصابة بالتعرق الشديد في جميع أجزاء الجسم.
  • الشعور بالإرهاق من أقل مجهود.
  • سوء التغذية.

بالإضافة إلى ذلك توجد أيضاً أعراض فتحة القلب بين البطينين عند الأطفال والتي تعتبر شائعة بينهم بنسبة كبيرة، لأن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الثقب، وهذه الأعراض تتمثل فيما يلي: 

  • الشعور بالتعب أثناء اللعب أو الأكل.
  • عدم اكتساب الطفل وزن وفقدان الشهية.
  • حدوث ضيق في التنفس أثناء الأكل أو البكاء.
  • سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • الإرهاق والضعف العام.

أسباب ثقب القلب بين البطينين

قد يعتقد البعض أن العيوب الخلقية التي تظهر في القلب هي نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية، ولكن أكد الأطباء أن هذه العيوب تنشأ في المراحل الأولى من نمو القلب وفي الغالب لا يوجد سبب واضح لها، وقد يحدث ثقب في الحاجز البطيني وحده أو قد يكون مصاحبًا لعيوب خلقية أخرى في القلب، ولذلك فأثناء نمو الجنين في بطن أمه يحدث عيب الحاجز البطيني عند فشل الجدار العضلي، والذي يقوم بتقسيم القلب إلى الجانب الأيمن والجانب الأيسر في أن يتشكل بالكامل بين البطينين، ومن الممكن أن يحدث الخلل في وقت آخر من الحياة وليس في سن الطفولة فقط.

ذلك قد يكون إثر الإصابة بنوبات قلبية أو بعض المضاعفات بعد إجراء جراحة في القلب، ففي الوضع الطبيعي للقلب نجد أن الجانب الأيمن يستمر بضخ الدم إلى الرئتين وذلك للحصول على كمية الأكسجين اللازمة، ثم يقوم الجانب الأيسر بضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم، وهذا الثقب الموجود في بين البطينين يسبب اختلاط الدم المحمل بالأكسجين بالدم غير المؤكسد، بالتالي يقوم القلب ببذل مجهود مضاعف والعمل بقوة أكبر من أجل توفير كمية الأكسجين الكافية لأنسجة الجسم، ومن هنا يزداد العبء والضغط على القلب والرئتين، كما قد يكون هناك عيب واحد أو أكثر بين البطينين.

شكل فتحة القلب بين البطينين عند الأطفال

يعاني بعض الأطفال من الإصابة بفتحة القلب بين البطينين، ويتم تشخيص هذه الفتاة أو هذا الثقب عن طريق سماع صوت ضغط القلب، ومن هنا يقوم الطبيب بإجراء الموجات الصوتية عليه، الجدير بالذكر أن القلب هو عبارة عن عضو عضلي يتألف من أربع غرف ويشبه قبضة اليد، وينقسم التجويف الداخلي له إلى أربع حجرات وهي البطين الأيمن، البطين الأيسر، الأذين الأيمن، الأذين الأيسر.

ويمثل شكل فتحة القلب بين البطينين عند الأطفال عيوب في الحاجز البطيني، ويعرف البطينان بأنهما الغرفتان السفليتان المسئولتان عن ضخ الدم بالقلب، وتوجد ثقوب بين الحجرتين، وهناك أنواع لهذه العيوب وهي كالتالي: 

  • عيوب الحاجز البطيني العضلية.
  • عيوب الحاجز البطيني حول الغشاء القلبي.
  • عيوب الحاجز البطيني بعد احتشاء عملية القلب.

علاج ثقب القلب بين البطينين عند الأطفال

يكشف لنا كبار الأطباء أن الثقب في القلب بين البطينين عند الأطفال قد لا يصاحبه أي أعراض وذلك على حسب حجمه، إذا كان الثقب صغير قد لا يصاحبه أعراض ولكن إذا كان حجمه متوسط أو كبير فقد يحدث نهجان أثناء الرضاعة وكثرة التعرق، يؤكد الأطباء أنه من الضروري عمل أشعة بالموجات فوق الصوتية على قلب الطفل قبل أن يبدأ الطبيب في العلاج، وذلك يتم من أجل تحديد حجم الثقب وكذلك مكانه وكيف يؤثر على الدورة الدموية، حيث تنقسم الثقوب إلى ثلاثة أنواع، ومن هنا سيختلف نوع العلاج على النحو التالي:

الثقب الصغير

على أساس حجم الثقب يتم تحديد العلاج المناسب للحالة وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى تدخل جراحي أم لا، وقد يتعافى حوالي 50% من الأطفال المصابين بثقب القلب بين البطينين دون الحاجة إلى تلقي العلاج، ذلك إذا كان الثقب صغير وإذا كان الطفل في العام الأول من عمره، ولكن في كل الأحوال لابد من متابعة حالة الطفل مع الطبيب المختص بشكل مستمر.

الثقب المتوسط

إذا كان الثقب بين البطينين متوسط الحجم أو كبير ففي هذه الحالة يتم الاعتماد على العلاج الدوائي، ولكن بالتزامن مع متابعة الطبيب لحالة الطفل، ولكن إذا لم يستجب الطفل للعلاج قد يحدد الطبيب التدخل الجراحي، وفي بعض الحالات الأخرى قد تحتاج إلى القسطرة.

وجود عدة ثقوب

يشير كبار الأطباء أن بعض الحالات التي تعاني من وجود أكثر من ثقب في البطينين يكون في حاجة ماسة إلى التدخل الجراحي وذلك من أجل تخريم الشريان الرئوي، وبعد فترة من الانتهاء من العملية يتم فك التخريم وغلق الثقب، من هنا قدمنا علاج ثقب في القلب بين البطينين.

خطورة ثقب القلب بين البطينين على الأطفال

قد يكون هناك خطورةً على الطفل المصاب بالثقب بالقلب بين البطينين، لذلك فإن هناك كثير من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة هذه الإصابة، والتي تتمثل في التالي: 

  • فشل القلب عند الأشخاص المصابين بثقب القلب المتوسط أو الكبير بين البطينين، حيث يحتاج القلب في هذه الحالة إلى بذل مجهود كبير من أجل ضخ الدم إلى الرئتين، وفي هذه الحالة إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب سوف يسبب ذلك فشل في عضلة القلب.
  • مشكلة ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ذلك بسبب الثقب الموجود بين البطينين والذي يعمل على زيادة كمية الدم المتدفق إلى الرئتين، وهذا بدوره يسبب ضرر كبير في الرئتين ومزيد من المضاعفات، بسبب عكس اتجاه تدفق الدم نظرًا لوجود الثقب.
  • الإصابة بالعدوى القلبية المعروفة بالتهاب الشغاف، ولكنها نادرة الحدوث.
  • مشاكل في صمامات القلب وعدم انتظام ضربات القلب، وهي من أبرز المضاعفات أيضًا.

الوقاية من ثقب القلب بين البطينين

في كثير من الحالات إن لم يكن أغلبها لا يمكن تجنب إنجاب طفل مصاب بثقب في القلب، لكن لابد من المتابعة مع الطبيب المختص من أجل الحصول على فترة حمل صحية دون مشاكل كثيرة ومضاعفات حادة، ومن أهم النصائح التي يوصي بها الأطباء للمرأة الحامل ما يلي: 

  • الحصول على الرعاية الصحية اللازمة للأم الحامل أثناء شهور الحمل وقبل الولادة، ويجب على الأم أن تتواصل مع الطبيب قبل التفكير في الحمل لمناقشة الوضع الصحي لها، كما أنه لابد من إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها لتجنب إصابتها أو إصابة الجنين بأي مكروه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم واستشارة الطبيب لوضع خطة معينة، كما أنه لابد من اتباع المرأة الحامل لنظام غذائي سليم وصحي وتناول المكملات الغذائية مثل الفوليك أسيد والفيتامينات التي يصفها الطبيب.
  • تجنب المواد الضارة مثل التدخين والمخدرات والكحوليات والعقاقير غير المشروعة.
  • الحرص على تناول كافة التطعيمات من أجل تجنب العدوى بأي أمراض، أو أنواع العدوى التي قد تؤثر على الجنين داخل الرحم.
  • الحرص على السيطرة على أدوية مرض السكري، ذلك للأم المصابة بمرض السكري، وضرورة المتابعة الجيدة مع الطبيب من أجل الحفاظ على مستويات السكر في الدم وتجنب ارتفاعه أو انخفاضه.

هل ثقب القلب بين البطينين خطير؟

بالطبع يعتبر الثقب في القلب بين البطينين من الأمراض الخطيرة إذا كان حجمه متوسط أو كبير، كما أنه لابد من المتابعة مع الطبيب لضرورة التعرف على الأدوية وتناول الجرعات الموصوفة، بالإضافة إلى ضرورة معرفة إذا كانت الحالة تستدعي التدخل الجراحي أم لا.

هل ثقب القلب بين البطينين عند حديثي الولادة؟

بالطبع يصاب الطفل حديث الولادة بالثقب في القلب ما بين البطينين وقد يكتشف الطبيب ذلك أثناء فترة الحمل، كما قد يتم اكتشاف ذلك بعد الولادة عن طريق تشخيص الحالة وسماع صوت نفخة القلب التي يستمع إليها الطبيب باستخدام السماعة، ومن هنا تبدأ رحلة العلاج حسب حجم ومكان الثقب.

في النهاية نذكركم بأن ثقب القلب بين البطينين من الأمراض الشائعة بين الأطفال أكثر من الكبار، لذلك لابد من متابعة الحمل والجنين في بطن الأم من أجل الوصول إلى العلاج المناسب، وطرق تجنب اتساع الثقب والذي قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة على الأم والطفل، دمتم سالمين.

يسعدنا مشاركة المقال