آلام وتورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح قد تزداد حدتها في المساء عادةً، وهي من الأعراض التي يكثر الشكوى منها بين المرضى بعد تلك الجراحة الحرجة، والتي يخضع لها الكثير من حالات أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة لعدد من الأغراض العلاجية، لكن ما مدى خطورة ذلك العرض المزعج؟ وما هي الأسباب الأساسية للإصابة به؟ وكيف يمكن التخفيف من حدته؟ هذا ما سنتناوله بشيءٍ من التفصيل في السطور التالية.

تورم القدم بعد عملية القلب المفتوح

تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح

انتفاخ وتورم القدمين أكثر شيوعًا بين حالات تبديل الشرايين أو الأوعية الدموية بشكل خاص فيما يُعرف بجراحة مجازة الشريان التاجي ( (Coronary artery bypass surgery، حيث يتم اللجوء إلى الحصول على جزء من الأوردة بالقدم أو الوريد الصافن لاستخدامها كوصلة نتيجة انسداد الأوعية الدموية الأصلية بالقلب؛ وتتوقف مدى خطورة التورم في تلك الفترة الحساسة من حياة المريض على ما قد يصاحبه من أعراض أخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى، والتهاب الجلد وتغير لونه.

فيما عدا ذلك فهو من الأعراض التي لا تسبب الكثير من القلق أو الخطورة، حيث سيختفي تدريجيًا بمرور الوقت، ولكن إذا ما زادت حدة الورم بشكل ملاحظ أو سريع، أو استمر ذلك التورم إلى وقت طويل فيجب اللجوء فورًا إلى الطبيب المعالج للتعامل معه بطريقة مناسبة تحد من خطورته أو مضاعفاته.

أسباب تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح

إن للتورم الذي قد يصيب القدمين أو قدم واحد في بعض الحالات عدد من العوامل المختلفة التي تتفاوت من حالة إلى أخرى، والطبيب المعالج هو الوحيد القادر على الحكم على المسببات الأساسية، لذلك التورم بالنسبة لكل حالة، حيث يفيد ذلك في سرعة علاج التورم والتخلص منه، ومن أهم تلك الأسباب:

  • احتباس السوائل في الدم بعد العملية نتيجة الخلل المصاب به القلب في تلك الفترة.
  • عدم انتظام الدورة الدموية في الجسم بشكل طبيعي، نتيجة ضعف عضلة القلب.
  • قلة الحركة والبقاء في السرير لفترة طويلة بعد عملية القلب المفتوح.
  • كواحد من الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية الخاصة بالجراحة في تلك الفترة.
  • اعتماد عملية القلب المفتوح على سحب جزء من الأوردة من القدم.

الفحوصات اللازمة لتشخيص التورم

التشخيص الصحيح والدقيق للتورم بعد عملية القلب المفتوح هو أساس التعامل مع هذه الحالة بصورة مناسبة، فبجانب الفحص السريري والعضوي للقدمين، يحتاج الأمر أحيانًا إلى الخضوع لفحص الموجات الصوتية (Echo)، خاصةً إذا أصاب الورم القدمين بنفس القدر، وليس فقط القدم التي تم استئصال جزء من الأوردة الخاصة بها أثناء الجراحة، كما يمكن اللجوء إلى بعض الاختبارات المعملية لفحص الدم والوقوف على أي أمراض أخرى قد تسبب ذلك العرض مثل ارتفاع نسبة الأملاح في الدم أو ارتفاع حمض البوليك ومرض النقرس.

علاج تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح

في الغالب من الحالات يقل التورم تدريجيًا مع تحسن حالة المريض والتعافي الكامل من آثار الجراحة، لكن قد يتطلب الأمر الاستعانة ببعض العلاجات والأدوية المخصصة للتعامل مع ذلك العرض، مثل مدرات البول والتي يحددها الطبيب المختص طبقًا لما يظهر له من أعراض مصاحب وحالة المريض الصحية، بجانب عمره والأمراض التي يعاني منها والأدوية المتناولة في تلك الفترة، كما تُساعد بعض العادات اليومية والسلوكيات الصحية في التخفيف من حدة ذلك الورم والسيطرة عليه، مثل:

  • رفع القدمين لمستوى أعلى من الجسم وتدعيم ذلك الوضع ببعض الوسائد عن الاستلقاء.
  • تناول كمية كافية من الماء والسوائل المفيدة لتحسين الدورة الدموية بالجسم وزيادة التروية بالقدمين.
  • ممارسة تمارين قدر مناسب من التمارين الرياضية، ضمن برنامج التأهيل العلاجي للمريض بعد عملية القلب المفتوح.
  • الاستعانة بالجوارب المطاطية الطبية أو جوارب الدوالي، مع تجنب ارتداء الملابس أو الأحذية غير المريحة والضيقة.
  • الفحص الدوري والمتابعة الطبية المنتظمة لملاحظة أي أعراض خطيرة قد تطرأ فجأة.
  • عدم البقاء في وضع واحد، خاصةً الوقوف لفترات طويلة، مع عدم وضع ساق فوق الأخرى عند الجلوس.
  • تجنب الأطعمة الدسمة أو المالحة، واتباع نظام غذائي صحي متوازن.

تأثير ممارسة الرياضة في علاج التورم

لا يخفى الدور الحيوي الذي تلعبه التمارين الرياضية في علاج تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح، إضافةً لدعمها للصحة العامة للجسم أيضًا، حيث يحتاج المريض في مرحلة التعافي إلى نوع معين من التأهيل الرياضي لتستعيد عضلة القلب نشاطها للقيام بوظيفتها الحيوية في ضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم.

لا سيما القدمين بصورة طبيعية، ذلك من خلال برنامج خاص بكل مريض تحت إشراف متخصصي العلاج الطبيعي والطبيب المعالج، لتحديد الأنواع المناسبة من التمارين للتعامل مع تورم القدمين وكيفية ممارستها بصورة صحيحة لا تضر بصحة المريض أو تهدد نجاح الجراحة؛ ومن أهم تلك التمارين:

  • تمارين التنفس: وهي من أهم التمارين البسيطة والهامة التي يبدأ المريض في ممارستها منذ اليوم الأول بعد الإفاقة.
  • التمارين الهوائية: مثل الرياضات المائية وتمارين الدراجة الكهربية، والتي تعتمد على المقاومة العضلية للقدمين.
  • رياضة المشي: بالقدر المسموح به في هذه الحالة، وهي من أسهل وأفضل الرياضات المفيدة في ذلك الصدد.
  • تمارين الاسترخاء: والتمدد كاليوجا، وهي من الرياضات التي لا تتطلب القيام بأي مجهود عضلي شديد.

في الختام فإن سرعة التعافي من تورم القدمين بعد عملية القلب المفتوح وغيره من توابع تلك الجراحة يختلف بطبيعة الجسم والعديد من العوامل التي تتحكم في ظهور تلك الأعراض، مع ضرورة تعديل نمط حياة المريض ليتناسب مع المتطلبات الصحية تلك الفترة لتمر بسلام كالإقلاع عن التدخين وتناول الكحوليات، مع اتباع نظام غذائي صحي متوازن لتفادي السمنة المفرطة وتسببه من مخاطر صحية جسيمة، خاصةً بعد عملية القلب المفتوح.

يسعدنا مشاركة المقال