هل من المناسب ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح؟ وما جدوى التمارين الرياضية المختلفة في تلك الفترة؟ وهل تمثل أي خطورة على حياة المريض أو نجاح العملية؟؛ حيث تعد مرحلة التعافي بعد إجراء جراحة القلب المفتوح من أكثر فترات العلاج أهمية وحساسية في حياة المريض، والتي يتوقف عليها نجاح تلك العملية والتعافي الكامل بشكلٍ كبير، حتى أُفرد قسمٌ كامل لذلك النوع من العلاجات الحيوية بتخصص العلاج الطبيعي وهو العلاج الطبيعي للقلب والأوعية الدموية.

تمارين بعد عملية القلب المفتوح

ملحوظة هامة: لا يجب القيام بأي تمارين الا بعد الرجوع للطبيب المعالج.

فوائد التمارين بعد عملية القلب المفتوح

العودة على الحياة الطبيعية وممارسة المهام والأنشطة اليومية هو أكثر ما يشغل الكثير من المرضى بعد الخضوع لتلك الجراحة الخطيرة، وممارسة التمارين الرياضية من أهم الأنشطة التي تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتخطيط للقيام بها في تلك الفترة، ذلك للأهمية الكبيرة للرياضة لصحة الجسم بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص، حيث تعمل التمارين المختلفة على:

  • تنشيط الدورة الدموية بالجسم وتقوية عضلة القلب.
  • حماية الجسم من العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري واضطراب ضغط الدم.
  • خفض نسبة الإصابة بأمراض القلب ومشاكل الأوعية الدموية السبب الرئيسي للخضوع لعمليات القلب المفتوح.
  • التخفيف من الضغوط النفسية والاضطرابات المزاجية المسببة لاضطراب ضغط الدم ومن ثم صحة القلب.
  • رفع كفاءة الجهاز التنفسي وتقوية الكتلة العضلية بالجسم.
  • التخلص من الوزن الزائد وما تسببه السمنة المفرطة من مخاطر صحية.
  • خفض معدل الكوليسترول الضار في الجسم.

متى يمكن البدء في ممارسة التمارين المختلفة

تتوقف قدرة الشخص على ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح على عدد من العوامل، والتي تتفاوت من حالة إلى أخرى أهمها السن وطبيعة الجسم والتاريخ المرضي له، بجانب نوع الجراحة والغرض منها، كما يجب الانتباه إلى طبيعة النشاط البدني المعتاد للشخص لتجنب إجهاد عضلة القلب، أو الدخول في مضاعفات أو مخاطر صحية جسيمة.

يبدأ المريض تدريجيًا في تطبيق برامج التأهيل الرياضي الصحي بممارسة بعض تمارين التنفس بعد عملية القلب المفتوح بيوم واحد من الإفاقة، ليتم بعدها الانتظام على برنامج يضم بعض التمارين متوسطة الشدة تحت إشراف المختصين ويفضل التردد على أحد مراكز التأهيل في تلك المرحلة والتي يمكن أن تمتد إلى ثلاث شهور؛ وأخيرًا يستطيع المريض ممارسة التمارين في المنزل بعد أن يتعرف على الأنواع المناسبة منها وكيفية القيام بها.

التمارين الرياضية المناسبة بعد عملية القلب المفتوح

يحتاج كل مريض إلى أنواع مختلفة من التمارين الرياضية التي تتناسب مع حالته المرضية لذا يتم وضع برنامج رياضي وغذائي مناسب تحت إشراف الطبيب المعالج ومتخصصي العلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي، يراعى فيه اختيار التمارين المفيدة للشخص في تلك الفترة والطريقة الصحيحة والصحية للممارسة كل تمرين بما لا يضر بحالته الصحية أو يؤثر على نجاح العملية، ومن أهم التمارين الرياضية المناسبة بعد عملية القلب المفتوح:

تمارين التنفس

تتأثر الرئتين وعملية التنفس بجراحة القلب المفتوح بشكل كبير، حيث تضعف قدرتها على القيام بوظيفتها الحيوية بالجسم والمركزة على عملية تبادل الغازات، نتيجة تجمع كمية من المخاط والملوثات بها بفعل التخدير الكلي المستخدم لفترة زمنية طويلة أثناء الجراحة، لذا يحتاج المريض إلى إعادة تنشيط الرئتين لاستعادة قدرتها على العمل بكفاءة من خلال تمارين التنفس العميقة، كأهم التمارين بعد عملية القلب المفتوح.

وفيها يأخذ المريض شهيق عميق وبطئ والاحتفاظ به لثواني معدودة أثناء الضغط الخفيف على عضلة البطن والصدر، مما يؤدي إلى مساعدة الرئة على التخلص من المواد المتراكمة داخلها بسهولة مع عملية السعال القوي، وُينصح بتكرار ذلك التمرين المميز لثلاث مرات يوميًا، خاصةً في الأيام الأولى بعد العملية، كما يمكن الاستعانة بجهاز تحفيز التنفس الحلزوني (IS) للقيام بذلك التمرين الهام بسهولة واتقان أكبر، مع الحرص على ارتخاء عضلات الجسم خاصةً الكتفين.

رياضة المشي

من أفيد الرياضات وأكثرها مناسبةً للمرضى بعد الخضوع لعملية القلب المفتوح، ذلك لأنها من الأنواع الخفيفة والتي لا تتطلب الكثير من المجهود العضلي، كما لا تحتاج ممارستها إلى تحضيرات أو معدات خاصة، فتكفي نصف ساعة من المشي الخفيف في الهواء الطلق يوميًا للحصول على فوائد تمارين رياضية بعد عملية القلب المفتوح بكل بساطة، على أن يراعى التوقف للاستراحة على فترات مناسبة، خاصةً في حالة ملاحظة أي أعراض مقلقة قد تظهر في صورة ضيق التنفس أو آلام الصدر، مع الحرص على اختيار ملابس وأحذية مريحة عند ممارسة رياضة المشي.

تمارين الإطالة والتمدد

يمكن القيام بذلك من خلال التحريك البطيء للساقين بالتتابع بين الثني والفرد 10 مرات من وضع الاستلقاء في المراحل الأولى من مرحلة التعافي، ثم من وضع الوقوف في المراحل التالية، ثم التتابع بين الجانبين يمينًا ويسارًا 10 مرات أخرى، ذلك لتنشيط الدورة الدموية بها والحفاظ على الكتلة العضلية والتخلص من آثار الجراحة عليها مثل التورم، مع الوقاية من الإصابة بتيبس المفاصل نتيجة عدم الحركة لفترات طويلة، مع تطبيق نفس الخطوات للزراعين.

الرياضة المائية

تعد الرياضة المائية من التمارين الهوائية السهلة والمفيدة والتي يساعد فيها الماء على تسهيل حركة الجسم دون ضغط أو بذل مجهود عند ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح، كما توفر تقلص عضلي منتظم ومستمر لعضلات الجسم؛ على أن يكون ذلك بعد الرجوع للطبيب المعالج والتأكد من شفاء جرح الصدر واكتمال التئام عظمة القص بشكل تام لتفادي تعرضه للالتهاب نتيجة التعرض للماء والتعرض لنوع من العدوى.

شروط ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح

مع الفوائد العظيمة للرياضة بعد جراحات القلب المفتوح والتي تساعد على سرعة التعافي من آثار الجراحة بشكل كبير وسرعة استعادة المريض لحياته وأنشطته الطبيعية، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي يجب الالتفات إليها لتفادي أي مخاطر قد تنتج عن ذلك النشاط العضلي الذي قد يمثل عبئاً كبيرًا على عضلة القلب في تلك المرحلة، فمع ضرورة تجنب أي ضغوط نفسية أو عصبية كالتوتر والانفعالات، فيجب أيضًا:

  • الخضوع لبرنامج تأهيل قلبي لمساعدة عضلة القلب على استعادة وظيفتها الطبيعية بكفاءة.
  • التئام جرح الصدر وعظمة القص الناتج عن العملية تمامًا.
  • التأكد من قوة ضخ الدم بالجسم بما لا يقل عن 30%،
  • ممارسة التمارين الرياضية تحت إشراف مختص وفي أماكن مجهزة ومدربة للتعامل مع تلك الحالات.
  • التدرج في ممارسة الرياضة وتجنب المجهود العضلي الزائد كالرياضات القتالية العنيفة وحمل الأثقال الزائدة.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية تحت ضغط أي عوامل خارجية كالعوامل الجوية المضطربة.
  • الملاحظة الكثيفة للمريض أثناء التمرين للتوقف فور ظهور أي أعراض مقلقة.

تنبيه: يتم ممارسة التمارين في مكان نظيف جيد التهوية مع اتخاذ كافة التدابير لضمان سلامة المريض، كما يمكن الاستعانة ببعض المعدات والوسائل التي يوفر له قدرًا من الراحة، والحرص على القيام بذلك النشاط على أرضية مستوية غير قابلة للانزلاق.

في الختام فإن من الضروري مع ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح الحرص على الحصول على قدر كبير من الراحة والاسترخاء ليستطيع الجسم التعافي بشكل تام بعد الخضوع لذلك النوع من عمليات القلب الحساسة، مع الالتزام بنمط غذائي صحي متوازن خالٍ من كافة ما يضر بصحة القلب كالدهون المهدرجة والكحوليات، كما يجب ألا نهمل أهمية الدعم النفسي والمعنوي للمريض في تلك المرحلة ليتعافى بشكل أسرع وأفضل.

يسعدنا مشاركة المقال