يُولد نسبة من الأطفال تعاني من عيوب خلقية في القلب، قد تكون بسيطةً في بعض الحالات، وقد تكون خطيرةً في البعض الآخر، فتستدعي التدخل الجراحي السريع، من خلال إجراء جراحة القلب المفتوح لإنقاذ الطفل، فما هي أسباب إجرائها وكيف تُجرى؟ وما هي نسبة نجاحها؟ لذا ردًا على جميع تلك الأسئلة؛ أنقل لكم تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال خلال السطور التالية.

تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال

تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال

تبدأ تجربتي مع العملية (القلب المفتوح للأطفال) باكتشافي معاناة صغيري من عيب خلقي في القلب حدث منذ أن تمت ولادته، ما أدى إلى ضرورة اللجوء إلى التدخل الجراحي السريع، من خلال إجراء جراحة القلب المفتوح له، وبالفعل بدأ الطبيب في تحضير صغيري للعملية، من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية له للاطمئنان على وضعه الصحي.

بعد أن تأكد الطبيب من استقرار حالة رضيعي، قام بإخضاعه للجراحة على الفور، التي لم تستغرق وقت طويل، حتى إفاقة الطفل لم تستغرق سوى 3 ساعات، ثم مكث صغيري عدة أيام بالعناية المركزة إلى أن استقر وضعه الصحي ونجحت العملية بنسبة 100%، ثم أخبرني الطبيب بمجموعة من النصائح للعناية به وتعافيه سريعًا، وبعد مرور 60 يوم من وقت إجراء الجراحة، أصبح طفلي الآن في أتم صحة كأنه لم يعاني من أي اضطرابات صحية من قبل.

أسباب إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال

هناك العديد من الوسائل العلاجية، التي من الممكن الاستعانة بها في علاج الاضطرابات القلبية، غير إجراء جراحة القلب المفتوح للطفل، لكن من خلال تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال أدركت أنه هناك مجموعةً من الأسباب التي تستدعي التدخل الطبي السريع، والتي تتمثل في النقاط التالية:

العيوب الخلقية

تعد التشوهات الخلقية أشهر الاضطرابات الصحية لدى الرضع، إذ ينشأ العيب الخلقي في القلب عند الرضيع منذ الولادة، بالتالي يكون بحاجة لإجراء عملية القلب المفتوح خلال أسرع وقت ممكن، وتتمثل التشوهات الخلقية الأكثر شيوعًا لدى الرضع في النقاط الآتية:

  • اضطرابات الشريان التاجي.
  • انسداد الغرفة اليمنى من القلب (البطين الأيمن)، ما يسبب نوبات الزرقان لدى الرضيع.

الإصابات

من الممكن أن تتسبب الإصابات الحادة في القلب، إلى الإصابة باضطرابات صحية خطيرة بالأوردة والشرايين، ما يسبب في النهاية النزيف الداخلي الذي من المحتمل أن يؤدي لموت الطفل، لذا يجب التدخل الجراحي السريع في تلك الحالة.

انسداد الصمامات

إن انسداد صمامات القلب سواءً الطبيعية أم الصناعية، من الأسباب التي تستدعي إجراء عملية القلب المفتوح سريعًا، إذ يمكن أن يسبب الانسداد جلطة قلبية مما يشكل خطرًا على حياة الطفل.

تمزق الشريان الأبهر

تتسبب تلك المشكلة في تدفق الدورة الدموية إلى القلب بشكل حاد ودون تحكم، مما بسبب تمزق في الشريان الأبهر، بالتالي تهديد حياة الطفل، لذلك يجب حينذاك إجراء عملية القلب المفتوح في أسرع وقت ممكن.

فحوصات مطلوبة قبل عملية القلب المفتوح للأطفال

من خلال تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال أدركت أنه هناك مجموعةً من الفحوصات الطبية، التي يجب إخضاع الطفل لإجرائها قبل الجراحة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • فحص مخطط القلب.
  • اختبارات الدم الكاملة.
  • فحص وظائف الكبد والكلى.
  • قياس معدل ضربات القلب.
  • اختبار الترددات فوق الصوتية.

كيفية إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال

تتطلب عملية القلب المفتوح وضع الطفل على جهاز تقني، يتولى وظيفة كل من القلب والرئة خلال الجراحة، لمد جسم الطفل بالدم المؤكسد، ثم إيقاف القلب عن طريق استعمال محلول بارد كاردوبليجيا، وهو عبارة عن محلول يحوي معدلات مرتفعة من معدن البوتاسيوم، الذي يؤدي إلى شلل عضلة القلب بشكل مؤقت، أما عن خطوات إجراء الجراحة فهي كما يلي:

  • يخدر الطفل تخدير كلي، ثم يجري الطبيب الجراح شق صغير عن طريق عظم القص.
  • يبدأ الطبيب في إصلاح العيب الخلقي الموجود في القلب، بينما يتولى الجهاز التقني وظيفة القلب الحيوية وهي ضخ الدم للجسم.
  • بعد انتهاء الطبيب من إصلاح العيب الخلقي في القلب، يقوم بإعادته للعمل مجددًا.
  • يقوم الطبيب بإغلاق عظام الصدر باستعمال أسلاك فولاذية، ثم يغلق كل من العضلات والجلد.
  • في الغالب تشتمل العملية على سحب جزء بسيط من أنسجة التامور (غشاء يحيط بالقلب)، حتى يتم استعماله فيما بعد لترقيع الشرايين أو سد ثقب القلب.

متى يفيق الطفل بعد عملية القلب المفتوح؟

في الواقع لا يمكن الجزم بوقت محدد لإفاقة الطفل بعد الجراحة، إذ أن الوقت يختلف من حالة لأخرى طبقًا لمدى استجابته والاضطراب الصحي الذي يتم علاجه، ومع ذلك لا تستغرق الطفل وقت طويل ليفيق.

ما هي نسبة نجاح جراحة القلب المفتوح للأطفال؟

في الحقيقة تتوقف نسبة نجاح العملية على الوضع الصحي للطفل، ونوع الاضطراب الذي يعاني منه، لكن في العموم تكون نسب النجاح 100% بالنسبة لإصلاح الثقب البطيني أو الأذيني، بينما تكون نسبة نجاح عملية إصلاح اضطرابات القناة البطينية أو الأذينية أو رباعية فالو أو تبديل الشرايين الكبيرة 95%، وهناك مجموعةً من العوامل التي من شأنها أن تؤثر في نسبة نجاح العملية، تتمثل فيما يلي:

  • انخفاض وزن الطفل عند ولادته.
  • وجود إصابات في الأعضاء الداخلية للطفل، مثل: أوبئة الكبد أو الفشل الكلوي.
  • الأطفال الخدج.

مضاعفات عملية القلب المفتوح للأطفال

على الرغم من نجاح تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال وثبوت ارتفاع نسبة نجاح العملية لدى الكثير من الحالات، إلا أنه هناك بعض المضاعفات التي من المحتمل أن تنتج بعد الجراحة، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • عدم تمكن الطفل من التبول.
  • انتفاخ القدم وتورمها.
  • عصبية الطفل.
  • اضطرابات النوم.
  • فقدان الشهية.
  • الإمساك.
  • آلام في عضلات منطقة الصدر.

أعراض فشل جراحة القلب المفتوح

تتمثل أعراض فشل جراحة القلب المفتوح في النقاط التالية:

  • خسارة الدم.
  • الإصابة بجلطة قلبية.
  • فشل الرئة.
  • السكتة الدماغية.
  • اضطرابات في التنفس.
  • الحمى.
  • فشل الكلى.
  • الإصابة بالتجلط الدموي.

نصائح بعد عملية القلب المفتوح للأطفال

هناك مجموعةً من النصائح التي يجب الالتزام بها بعد عملية القلب المفتوح، بهدف الرعاية بالطفل ومرور تلك الفترة بسلام، بالتالي تعافيه خلال أسرع وقت ممكن، تتمثل تلك النصائح في النقاط التالية:

  • مراعاة تحميم الطفل باستعمال قطعة صغيرة وناعمة من الإسفنج، مع المسح برفق على مكان الجرح، وتجنب استعمال الماء الساخن أو نقع الطفل به، على الأقل لمدة 30 يوم بعد العملية.
  • تجنب تطبيق المراهم أو الكريمات فوق جرح الطفل.
  • من الممكن أن تضم مناطق أنبوب الصدر بعض السوائل المصرفة لفترة 14 يوماً بعد العملية، لذا يفضل الحرص على وضع ضمادة جديدة في الصباح وأخرى في المساء إلى أن يتوقف التصريف.
  • عدم السماح للطفل بركوب الألعاب مثل: الأرجوحة والدراجة على الأقل لمدة 60 يوماً.
  • الحرص على دعم رقبة وكتف وأرداف الطفل عند حمله، بهدف تجنب زيادة الضغط على الجرح، لمدة 30 يوماً على الأقل بعد العملية.
  • مراعاة الاعتناء بالمنطقة السفلية لرقبة الطفل، كيلا يتسبب باقي الطعام والحليب في التهاب منطقة الجرح، لذا يجب تنظيفها باستعمال قطعة قماش رقيقة مبللة بالمياه والصابون المعقم ثم تجفيفها بشكل جيد.

من خلال تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال أنصح كل أم بضرورة الاهتمام برضيعها، وبمجرد الكشف عن إصابته بالعيوب الخلقية في القلب، أن تحرص على علاجه ومتابعته الطبية بشكل دقيق، والقيام بإجراء العملية الجراحية له إن لزم الأمر خلال أسرع وقت ممكن، مع اتباع النصائح المذكورة في السابق، حتى يتمكن صغيرها من التعافي خلال أسرع وقت ممكن، وتمر تلك الفترة بسلام.

يسعدنا مشاركة المقال