يعد ثقب القلب واحد من أكثر الاضطرابات القلبية حدوثًا، إذ يصاب به سنويًّا نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة، وقد يحدث لدى البالغين أيضًا وكبار السن، وقد يتساءل البعض عن طرق علاجه وكيفية الوقاية منه؟ لذلك؛ أنقل لكم تجربتي مع ثقب القلب بدايةً من وصف المرض، وتوضيح أنواعه مرورًا بأعراضه وأسباب حدوثه، وكافة التفاصيل المتعلقة بذلك الاضطراب الصحي خلال السطور التالية.

تجربتي مع ثقب القلب

تجربتي مع ثقب القلب

بالحديث عن تجربتي مع ثقب القلب بالطبع يجب ذكر تعريف المرض، حيث يُعرف ثقب القلب بكونه عيب خلقي يحدث للأطفال بدءً من الولادة، إذ يتكون عن طريق نشوء ثقب داخل الحاجز ما بين الغرفتين العلويتين في القلب أو السفليتين، الأمر الذي يؤثر بالسلب على نظام الدورة الدموية وتدفقها بالدم، وبالتالي يتسبب فيما يلي:

  • امتزاج الدم المحمل بالأكسجين والدم المحمل بثاني أكسيد الكربون ببعضه البعض، نتيجة تسرب التدفق الدموي من غرفة لأخرى في القلب.
  • ارتفاع كمية الدم داخل إحدى غرفتي القلب، وبالتالي الحاجة لبذل جهد أعلى لضخ هذه الكمية لكافة أنحاء الجسم.

أنواع ثقب القلب

من خلال تجربتي مع ثقب القلب تمكنت من معرفة، أن لهذا العيب الخلقي نوعين، والآتي بيان تفصيلي بتعريف كلًا منهما:

ثقب بالحاجز الأذينين

هو عبارة عن تكون ثقب داخل الحاجز الفاصل ما بين الغرفتين العلويتين للقلب (الأذينين)، حيث يرجع التدفق الدموي من غرفة الأذين اليسرى ثم يمر إلى غرفة الأذين اليمنى مباشرةً، بدلًا من التدفق إلى باقي أنحاء الجسم الأخرى، بالتالي يتسبب في حدوث عدة مضاعفات خطيرة في المستقبل.

ثقب بالحاجز البطينين

من المعروف أن الحاجز البطينين يكون الفاصل ما بين الغرفتين السفليتين للقلب (البطنين)، وعند تكون ثقب داخل ذلك الفاصل، يرجع التدفق الدموي المؤكسد من غرفة البطين اليسرى إلى غرفة البطين اليمنى، ثم إلى الرئتين، حيث يتسبب تجمع الكميات الزائدة من الدم في البطين الأيمن وداخل الرئتين إلى حدوث بعض المضاعفات الخطرة فيما بعد.

أعراض ثقب القلب

بعد تجربتي مع ثقب القلب أدركت أنه يوجد بعض الحالات، التي لا تظهر لديها أي من أعراض المرض، تحديدًا في حالة صغر ثقب القلب، لكن بشكل عام تتمثل أعراض ثقب القلب في النقاط التالية:

  • صعوبة أداء عملية التنفس.
  • سرعة التنفس.
  • شحوب الوجه.
  • الإصابة بالتهاب الرئوي المتكرر.
  • التعرق المفرط لاسيما أثناء الرضاعة.
  • صعوبة اكتساب الطفل للوزن.
  • تحول لون البشرة للأزرق، تحديدًا حول الأظافر والشفتين، نظرًا لانخفاض الأكسجين داخل الجسم.
  • انتفاخ البطن.
  • ارتفاع خفقان القلب، لاسيما بعد بذل مجهود حاد.
  • تورم الأطراف.
  • النفخة القلبية، عبارة عن صوت أزيز يمكن للطبيب سماعه بسهولة عند الكشف بواسطة السماعة الطبية.

أسباب ثقب القلب

معظم الأطباء يجزمون بنشوء ثقب القلب منذ المراحل الأولى، لتطور القلب ونموه في الجنين داخل رحم الأم، وفي الغالب لا يوجد تبرير واضح لنشوء ثقب القلب في تلك المرحلة، ومع ذلك من الممكن أن يكون هناك دور للعوامل البيئية أو الوراثية في ذلك.

على الجانب الآخر يحدث ثقب القلب لدى كبار السن أو البالغين، بعد الإصابة بالجلطة القلبية أو كمضاعفات بعد التدخل الجراحي للقلب.

عوامل خطر ثقب القلب

هناك مجموعة عوامل قد تكون سبب في حدوث ثقب القلب، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • إدمان الكحول.
  • أوبئة المناعة الذاتية، على سبيل المثال: الذئبة الحمراء.
  • التدخين.
  • إصابات الصدر الحادة.
  • التاريخ المرضي للعائلة مع ثقب القلب.
  • الإصابة بالاضطرابات الجينية، على سبيل المثال: متلازمة داون.

طرق الكشف عن ثقب القلب

في الواقع هناك الكثير من الطرق المساهمة في الكشف والتي تكون عبارة عما يلي:

  • تخطيط صدى القلب، بهدف فحص شكل ومظهر القلب التشريحي، ومعرفة مقدار الدم المتدفق من قبل القلب.
  • أشعة أكس على المنطقة الصدرية، لمعرفة حجم وشكل القلب.
  • مخطط كهربية القلب، للكشف عن وجود اضطرابات خفقان القلب من عدمها.
  • قسطرة الشرايين التاجية، لفحص الأوعية الدموية وتحديد ما إذا كانت مسدودةً أم لا.
  • الاختبارات التصويرية بالرنين المغناطيسي، بهدف عرض صورة دقيقة وتفصيلية لشكل وحجم غرف القلب.
  • رسم دقيق للقلب بالمجهود، لتحديد مدى كفاءة القلب من حيث أدائه لوظائفه الحيوية، تحديدًا عند بذل مجهود حاد.

مضاعفات ثقب القلب

في الواقع يمكن تصنيف المضاعفات الناتجة عن ثقب القلب، إلى قسمين مختلفين وفق ما توصلت ‘ليه خلال  تجربتي مع ثقب القلب، حيث يتحدد ذلك حسب نوع الثقب المصاب به المريض، والتي غالباً ما تتمثل في النقاط التالية:

مضاعفات ثقب القلب بالحاجز الأذينين

تتمثل مضاعفات ثقب القلب بالحاجز الأذينين في النقاط التالية:

  • زيادة ضغط الدم داخل أذين القلب (الغرفة اليمنى للقلب).
  • عدم انتظام معدل ضربات القلب.
  • زيادة حجم أذين القلب وتلفه.
  • السكتة الدماغية.

مضاعفات ثقب القلب بالحاجز البطينين

ببعض الأحيان قد يكون لثقب القلب بالحاجز البطينين بعض المضاعفات الصحية المتفاوتة الخطورة، من أهمها ما يلي:

  • ارتفاع جهد عضلة القلب المبذول لضخ الدم.
  • قصور عضلة القلب.
  • ارتفاع جهد الرئتين المبذول لأداء وظيفة التنفس الحيوية.
  • عدم انتظام معدل دقات القلب.
  • زيادة ضغط الدم داخل الرئتين.
  • ضعف النمو.
  • اضطرابات بصمام القلب.
  • الجلطة القلبية.

طرق علاج ثقب القلب

تتمثل طرق علاج ثقب القلب في 3 خيارات مختلفة، والآتي بيان تفصيلي بكل خيار علاجي منفصل على حدا:

المراقبة والانتظار

في حالة صغر ثقب القلب الذي لا يرافقه ظهور أي علامات دالة عليه، من الممكن أن يلتحم الثقب بمفرده دون الحاجة إلى التدخل الطبي، واتباع علاج محدد من قبل الطبيب، لذلك يفضل الأطباء في تلك الحالة الانتظار مع مراقبة المريض، خلال تلك المدة سيقوم الطبيب بفحص صحة المريض بصورة عامة كيلا تتأثر فيما بعد.

التدخل الجراحي

عند كبر ثقب القلب أو ما تعرف بالحالات الحرجة، التي يرافقها ظهور الكثير من الأعراض الحادة والمختلفة على المريض، يجب اللجوء إلى التدخل الطبي على الفور، والذي يتمثل في التدخل الجراحي لإغلاق ذلك الثقب، وأغلب تلك العمليات الجراحية تكون عملية القلب المفتوح.

المنظار الجراحي

أثناء تجربتي مع ثقب القلب قرأت الكثير عن أنه قديمًا كان يتمثل العلاج الوحيد والرئيس لمشكلة ثقب القلب في إجراء جراحة القلب المفتوح، حيث كانت تجرى من خلال إحداث شق عميق داخل الصدر ثم البدء في ترقيع ثقب القلب الموجود، لكن في الوقت الحالي أصبح المنظار الجراحي وسيلة علاجية فعالة لثقب القلب دون الحاجة للتدخل الجراحي.

يجرى المنظار الجراحي من خلال إدخال أنبوب دقيق ومرن إلى القلب، بحيث يكون مثبت به رقعة بهدف سد الثقب، ثم تبدأ خلايا الجسم المجاورة في الاستجابة لتلك الرقعة، بحيث تنمو حولها بفعالية لإغلاق الثقب المتكون في القلب مدى الحياة.

كيف تقي نفسك من ثقب القلب؟

على الرغم من عدم وجود ما يمكن فعله للوقاية من ثقب القلب فيما بعد، أو لتجنب ولادة طفل مصاب بذلك الاضطراب الصحي مستقبليًّا، إلا أن هناك بعض التوصيات التي من شأنها أن تقلل من احتمالية التعرض، أو ولادة طفل مصاب بثقب القلب في المستقبل، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • ضرورة الحصول على الدعم الطبي قبل الإنجاب، كي يصف الطبيب التوصيات التي تضمن مرور فترة الحمل بسلام ودون حدوث اضطرابات صحية خطيرة.
  • مراعاة اتباع نظام غذائي سليم ومتوازن، مع ضرورة تناول المكملات الغذائية الضرورية للصحة.
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة.
  • التأكد من تجنب المخاطر، مثل: تناول الكحول أو التدخين.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن الإصابة بالعدوى، من خلال الحرص على أخذ جميع التطعيمات المهمة.
  • التأكد من جعل معدلات السكر مستقرة، لاسيما عند الإصابة بمرض السكري.

تجارب ثقب القلب المختلفة

بالإضافة إلى تجربتي مع ثقب القلب هناك مجموعةً أخرى من التجارب المختلفة، للأفراد الذين مروا بتلك المشكلة الطبية، والآتي بيان تفصيلي بكل تجربة على حدا:

التجربة الأولى

تقول صاحبة التجربة: كان لدى تاريخ مرضي لعائلتي مع ثقب القلب، لذلك أنجبت طفل يعاني من ذلك الاضطراب الصحي، لكن طلب مني الطبيب الانتظار فترة قبل اتخاذ أي إجراء طبي، خصوصًا أن ثقب القلب لدى طفلي كان صغيرًا، وبالفعل أغلق الثقب من تلقاء نفسه وأصبح صغيري بصحة جيدة.

التجربة الثانية

تقص صاحبة التجربة قصتها ونقول: لقد ولدت أبنتي بثقب في القلب تحديدًا في الحاجز الأذينين، ورفض الطبيب إجراء أي تدخل جراحي، إلا بعد مدة من ملاحظة الحالة وتقييمها، ولحسن الحظ انغلق الثقب بمفرده وأصبحت طفلتي في أفضل حال، فقد تعافت كليًّا من ذلك المرض.

التجربة الثالثة

يقول صاحب التجربة: كان يعاني طفلي من ثقب القلب البطينين منذ ولادته، فقد كان بحاجة لزيارة طبيب الأمراض القلبية كل 3 شهور، وبالموعد الأخير للزيارة أخبرني الطبيب أن ثقب قد انغلق تلقائيًّا، والآن طفلي يبلغ 8 شهور من العمر وهو في أتم صحة.

التجربة الرابعة

يقص صاحبة التجربة قصته ويقول: ولدت أبنتي ولديها ثقب صغير في القلب، وقد حذرني الطبيب من عدم تركها تبكي كثيرًا والاهتمام بها جيدًا كيلا تتأذى، وبالفعل قمت بتنفيذ توصيات الطبيب، وبعد مرور 5 أشهر من ولادة صغيرتي، أخبرني الطبيب بانغلاق الثقب كليًّا، ولكن أوصاني بضرورة الاهتمام بأبنتي حتى تبلغ من العمر 1 عام.

هناك بعض الحالات والتي غالباً ما تكون مهملة أو غير مكتشفة في الأطفال يمكن أن نجدها في الأشخاص البالغين وهنا يجب إجراء عملية تقب القلب للكبار.

بالختام.. نؤكد على أن اضطراب ثقب القلب يعد من الحالات الصحية غير الخطيرة نوعًا ما، نظرًا لاحتمالية انتهائها دون الحاجة إلى التدخل الطبي، لذلك بمجرد الإحساس بظهور الأعراض الخاصة بها، يرجى التوجه للفحص الطبي على الفور، حتى يتمكن الطبيب من تحديد الإجراء الطبي المناسب للحالة، إما الانتظار والمراقبة، وإما التدخل الطبي عن طريق جراحة القلب المفتوح أو المنظار الجراحي، وإلى هنا تنتهي تجربتي مع ثقب القلب.

يسعدنا مشاركة المقال