لا شك أن لإصابات الرأس وحوادث السيارات والارتطام أثر كبير على حياة الإنسان، فقد ينتج عنها حالة مرضية تسمى بالورم الدموي في الدماغ ما يشكل خطرًا على حياة المصاب، لذلك كيف يمكن اكتشاف حدوث تلك الحالة؟ وما هي طرق علاجها؟ وهل يمكن تفاديها في المستقبل؟ هذا ما سوف نجيب عنه بشيء من التفصيل خلال السطور التالية.

الورم الدموي في الدماغ

ما هو الورم الدموي في الدماغ؟

يسمى أيضًا بالورم الدموي في القحف وهو واحد من الحالات المرضية الحادثة نتيجة التعرض لصدمة جسدية شديدة، كالارتطام أو حوادث السيارات، ما يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية وبالتالي تراكم الدم في الجمجمة، تحديدًا أسفلها وبالتالي زيادة الضغط على الدماغ.

قد تتراوح شدة إصابات الرأس من الطفيفة وحتى الخطيرة، فقد ينتج عنها إغماءة قصيرة، أو الدخول في غيبوبة طويلة، وقد تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المصاب، لذلك تستدعي تلك الحالة الرعاية الطبية الفورية، والتي تتمثل غالبًا في التدخل الجراحي السريع؛ للتخلص من التجمع الدموي داخل المخ.

أنواع الورم الدموي في الدماغ

في الواقع يوجد من الورم الدموي في الدماغ 3 أنواع مختلفة عن بعضها البعض، جميعها تستلزم الرعاية الطبية السريعة، وإلا فمن المحتمل أن يتعرض المخ لضرر مزمن وبالتالي حدوث الوفاة، وتتمثل أنواعه الثلاث في النقاط التالية:

  • ورم دموي خارج أو داخل الجافية، ويقصد بذلك المصطلح حدوث تجمع دموي ما بين الجمجمة والغشاء الخارجي للجافية.
  • تجمع دموي أسفل الجافية، بحيث يتراكم الدم ما بين أغشية السحايا في المخ والطبقة الخارجية، وهناك 3 حالات منه هم: الحاد، والممتد، وتحت الحاد، وتعد الحالة الأخيرة هي الأكثر خطورة منهم والمسببة لحدوث الوفاة.
  • الورم الدموي في الدماغ ويحدث نتيجة تراكم الدم في أنسجة المخ، وهو النوع الأكثر شيوعًا بعد إصابات الرأس الحادة، وقد يحدث نتيجة ضغط الدم المرتفع، أو انتفاخ الأوعية الدموية وتمزقها أو بسبب الإصابة بالأورام.

أعراض الورم الدموي في الرأس

بعد التعرض لإصابة الرأس مباشرةً، قد يظهر على المصاب مجموعة من المؤشرات المؤكدة لحدوث الورم الدموي في الدماغ ومع ذلك تستغرق بعض الحالات عدة أسابيع، حتى يمكن ملاحظة أعراض الورم الدموي في الرأس.

توجد فترة يطلق عليها فترة الصحو، يكون فيها المصاب بحالة لا بأس بها بعد إصابته، ولكن بمرور الوقت يزيد الضغط على المخ وبالتالي تبدأ أعراض الورم الدموي في الرأس في الظهور والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • آلام الرأس الحادة والمفاجئة.
  • تداخل الكلام.
  • التقيؤ والغثيان.
  • الإغماء التدريجي.
  • اختلاف في حدقة العينين تحديدًا في الحجم.
  • الدوخة.
  • الشلل.
  • التشوش.
  • اختلال توازن الجسم.
  • ضغط الدم المرتفع.

يذكر أنه عند امتلاء المنطقة الضيقة بين الجمجمة والدماغ بدم إضافي، من المحتمل أن تظهر علامات أخرى على المصاب، على سبيل المثال:

  • النوبات المرضية.
  • الغيبوبة.
  • ضعف عام.
  • الخمول.
  • فقدان الذاكرة.
  • الارتباك.

عوامل خطر الورم الدموي في الرأس

في الواقع تكون حوادث السيارات والارتطام والاعتداءات، وحوادث الدرجات النارية والإصابات الرياضية، السبب الرئيس لحدوث الورم الدموي في الدماغ ومع ذلك هناك مجموعة من العوامل، التي تزيد من فرص الإصابة بتلك الحالة المرضية، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • ضغط الدم المرتفع لا إراديًّا.
  • استهلاك العلاجات الدوائية المضادة لتجلط الدم.
  • تعاطي المواد المخدرة.
  • التقدم في العمر، فقد تكون إصابة الرأس الطفيفة عند كبار السن، سبب في الإصابة بالورم الدموي في الدماغ.

تشخيص الورم الدموي في الدماغ

معظم الأطباء قد لا يتمكنوا من الكشف عن الورم الدموي في الدماغ بسبب عدم ظهور أي مؤشرات أو أعراض على المصاب، وبقاء حالته جيدة نوعًا ما بعد تعرضه للإصابة، ومع ذلك قد يفترضوا أن السبب وراء الإغماء التدريجي، هو حدوث نزيف في الجمجمة حتى يمكنهم إثبات العكس.

في الواقع تعد تقنيات التصوير الحديثة هي الأفضل، لاسيما عند الرغبة في معرفة حجم وموضع التجمع الدموي، وتتمثل فحوصات تشخيص الورم الدموي في الدماغ في السطور الآتية:

  • التصوير المقطعي، ويستعمل في فخص الدماغ وتشخيص موضع التجمعات الدموية في القحف.
  • تصوير الأوعية، يستخدم في إنتاج صورة واضحة للتدفق الدموي داخل الأوعية الدموية في المخ.
  • الرنين المغناطيسي، يستعمل ذلك الفحص في تحديد مدى حجم الورم الدموي في الدماغ وموضعه.
  • البزل الشوكي، يستخدم ذلك الاختبار عند استمرار أعراض الورم الدموي في الرأس مع عدم وجود أي نزيف.

مضاعفات الورم الدموي في الرأس

بالطبع قد ينتج عن الورم الدموي في الرأس العديد من المضاعفات الخطيرة، ويعتمد ذلك على عدة عوامل مختلفة، مثل: موضع حدوث التراكم الدموي، والفئة العمرية للمصاب، ودرجة الضرر، والحالة الصحية للمصاب بشكل عام، وتتمثل مضاعفات الورم الدموي في الدماغ في النقاط التالية:

  • الوذمة الدماغية.
  • الصرع.
  • العمى.
  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبة التحدث.
  • الدوار والصداع المستمران.
  • صعوبة التركيز.
  • الوفاة.

طرق علاج الورم الدموي في الرأس

من النادر ظهور علامات على المصاب عند الإصابة بتجمع دموي ضئيل في الرأس، فلا يستدعي الأمر التدخل الجراحي على الإطلاق، ومع ذلك يرجى المتابعة الدورية لاحتمالية ظهور علامات على المصاب، بعد مرور أسابيع على حدوث الإصابة، وتتمثل طرق علاج الورم الدموي في الرأس في السطور التالية:

التدخل الجراحي

في الغالب تنطوي طرق علاج الورم الدموي في الرأس، على إخضاع المصاب لجراحة تحد من الضغط على الدماغ، ومع ذلك معظم الأطباء يتجنبوا إخضاع المصاب للجراحة، نظرًا لإحداث التراكم الدموي خللاً مباشراً داخل المخ، والتي لا تستطيع العملية الجراحية علاجه، فضلًا عن كون التجمعات الدموية الدماغية غالبًا ما تتمركز في الأنسجة الداخلية للمخ، وللتمكن من الوصول إليها يجب التخلص من الجزء العلوي للمخ، وبالتالي فقدانه لوظائفه الحيوية.

ويوجد خياران من التدخل الجراحي، وهما كما يلي:

التصريف الجراحي

يتم اللجوء إلى ذلك الخيار في حالة تمركز التجمع الدموي داخل موضع محدد، بحيث يقوم الطبيب بإجراء ثقب بسيط داخل الجمجمة لسحب الدم المتراكم داخلها.

استئصال القحف

يلجأ الطبيب إلى تلك الجراحة للتخلص من التجمعات الدموية الكبيرة، من خلال فتح جزء بسيط من الجمجمة ثم استئصال الورم.

العلاج الدوائي

في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بتناول العلاجات الدوائية الستيرويدية، ومضادات نوبات الصرع، ومضادات التجلط.

مدة التعافي من الورم الدموي في الدماغ

في الحقيقة قد يستغرق المصاب وقتًا طويلًا للتعافي كليًّا، من الورم الدموي في الدماغ وقد لا يتعافى تمامًا، حيث تقدر أكبر مدة للتعافي 90 يوم بعد حدوث الإصابة، ومن المحتمل أن يكون المصاب بحاجة للعلاج الطبيعي تحديدًا عن استمرار الاضطرابات العصبية حتى بعد الخضوع للعلاج.

كيف تحمي نفسك من الإصابة بـ الورم الدموي في الدماغ؟

تتمثل الطريقة الوحيدة في الوقاية من الإصابة، بالورم الدموي في الدماغ في خفض احتمالية التعرض للإصابات الحادة، في الرأس مستقبليًّا، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • الحرص على ارتداء الخوذة الوقائية عند ممارسة الرياضة العنيفة، أو ركوب الدرجات سواء العادية أم النارية.
  • مراعاة استخدام حزام الأمان ومقاعد الأمان المخصصة للأطفال في حالة ركوب السيارة.
  • السيطرة على الأمراض المتسببة في رفع احتمالية حدوث تراكم دموي في المخ، على سبيل المثال: ضغط الدم المرتفع وداء السكري.
  • الابتعاد عن استخدام المواد المخدرة والتبغ وما إلى ذلك.

الورم الدموي في الدماغ حالة مرضية مفاجئة، قد لا تظهر أي أعراض على المريض، لكن تحتاج إلى الرعاية الطبية السريعة فور التعرض لإصابة الرأس، فقد تكون سبب في تهديد حياة المصاب، لذلك حرصًا على سلامتك وسلامة من حولك توجه للاستشارة الطبية عند تعرضك أو من حولك لإصابة حادة في الرأس حتى وإن لم تظهر أي أعراض وبقى المصاب في حالة جيدة.

يسعدنا مشاركة المقال