أمراض القلب صارت من أكثر الأمراض الشائعة مؤخراً والتي لا يعرف المريض كيفية التعايش معها، ولا كيف ستكون الحياة بعد عملية القلب المفتوح، لأن هناك الكثير من التغيرات التي تطرأ على حياة المريض بعد إجراء العملية حيث عليه أن يتوخى الحذر واتباع تعليمات الأطباء لتجنب المضاعفات التي قد يتعرض لها بعد العملية، لينعم بحياة سليمة صحيحة، وفيما يلي سوف نعرض لكم أهم هذه الملامح بالشرح والتفصيل.

الحياة بعد عملية القلب المفتوح

مراحل الحياة بعد عملية القلب المفتوح

في البداية لابد أن نعلم أن المريض الذي أجرى عملية القلب المفتوح يفيق من تأثير التخدير خلال فترة تتراوح ما بين ٦ ساعات إلى ١٢ ساعة، وتنقسم مراحل الحياة بعد عملية القلب المفتوح إلى ثلاث مراحل رئيسية تتمثل في النقاط التالية: 

مرحلة عناية القلب المركزة

يتم في هذه المرحلة نقل المريض بعد إجراء  الجراحة إلى غرفة عناية القلب المركزة، ويقيم فيها لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة، ويكون المريض موصول بعدة أنابيب لسحب أي افرازات بعد العملية، وللتنفس الصناعي حتى تستقر حالته.

مرحلة الرعاية الطبية في المستشفى

بعد خروج المريض من الرعاية المركزة، يتم نقله إلى غرفة عادية ليظل تحت إشراف الطبيب لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام.

مرحلة التعافي بعد الجراحة

بعد خروج المريض من المستشفى ينتقل إلى مرحلة التعافي والتي تمتد لمدة 3 شهور، حيث يعود المريض لمنزله ويبدأ في ممارسة بعض الأنشطة البسيطة كالمشي، وتبدأ الحياة بعد عملية القلب المفتوح لعودتها للشكل الطبيعي بالتدريج، لذا لابد من الاعتناء جيدًا بالجرح لمدة لا تقل عن 8 أسابيع ليبقى نظيفًا إلى أن يلتئم، والمواظبة على مواعيد العلاج والمسكنات، والالتزام بتعاليم الطبيب ومواعيد الاستشارة الطبية حتى يتعافى المريض سريعًا، كما يجب على المريض تجنب بذل أي مجهود عنيف كحمل الأثقال، ودفع الأشياء الثقيلة حتى تلتئم عظمة القص تمامًا.

أعراض ما بعد إجراء عملية القلب المفتوح 

هناك بعض الأعراض التي تظهر على المريض بعد إجراء عملية القلب المفتوح، ومنها ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم كنتيجة طبيعية للتخدير لساعات طويلة والأدوية والمسكنات التي يتناولها المريض.
  • ضيق التنفس، ويستطيع المريض التغلب عليه عن طريق ممارسة تمارين التنفس.
  • اضطراب في الوعي وهلاوس كنتيجة حتمية للتخدير لساعات طويلة.

مضاعفات ما بعد عملية القلب المفتوح

إذا أهمل المريض اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد إجراء عملية القلب المفتوح قد يعاني من التعرض للمضاعفات التالية:

  • النزيف.
  • خروج السوائل أو الصديد من الجرح.
  • تلوث الجرح مسببًا عدوى بكتيرية.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بالحمى.
  • صعوبة في التنفس.
  • التهاب الرئتين.
  • تكون جلطات دموية في القلب.
  • عدم التحام عظمة القص بالشكل الصحيح.
  • اضطراب في ضربات القلب.
  • آلام شديدة.
  • فقدان الوعي.
  • تجمع السوائل في الجسم والذي يطلق عليه الأطباء مصطلح “الارتشاح البلوري”.
  • انتفاخ الأطراف نتيجة لتكون جلطات بالجسم.

ويجب على المريض سرعة التوجه إلى الطبيب المعالج عند الشعور بأي عرض من الأعراض السابقة لكي يتمكن الطبيب من إنقاذ الموقف قبل تفاقم الوضع، ولتعود الحياة بعد عملية القلب المفتوح لطبيعتها دون التعرض للخطر.

العناية بالجرح بعد عملية القلب المفتوح

لابد على مريض عملية القلب المفتوح أن يولي الجرح عناية خاصة واهتمام فائق، حتى لا يتعرض للتلوث، ويؤدي إلى الإصابة بالالتهابات والعدوى، لذلك يجب على المريض الحرص على اتباع التعليمات التالية للعناية بالجرح لضمان سرعة التئامه:

  • إبقاء الضمادة جافة على الجرح لمدة يومين، ثم نزعها برفق وتنظيف الجرح بالمطهرات ولصق ضمادة جديدة.
  • الحفاظ على الجرح جاف. 
  • عند الاغتسال لابد من تغطية الجرح وعدم تعريضه للماء وعدم فركه.
  • عدم تعريض الجرح لضوء الشمس المباشر بعد العملية وحتى مرور عام كامل.
  • عدم استخدام العطور أو الكريمات أو واقي الشمس بصورة مباشرة على الجرح إلا بعد استشارة الطبيب.

كما يجب متابعة الجرح يوميًا والاطمئنان عليه وسرعة استشارة الطبيب المعالج عند حدوث أي عرض من الأعراض التالية؛

  • احمرار الجرح بشدة.
  • تورم الجرح.
  • خروج سوائل أو إفرازات من الجرح.
  • حدوث نزيف.
  •  ارتفاع درجة حرارة الجسم

حيث أن هذه الأعراض قد تشير إلى تعرض الجرح للتلوث لذلك يجب استشارة الطبيب على الفور لوصف العلاج المناسب وتدارك الأمر قبل أن تتفاقم العدوى الناتجة عن تلوث الجرح.

مواعيد الاستشارة الطبية بعد عملية القلب المفتوح 

لتعود الحياة بعد عملية القلب المفتوح لطبيعتها يجب على المريض الالتزام بمواعيد المراجعة الدورية مع الطبيب المعالج للاطمئنان على سلامة الجرح وتحسن الحالة الصحية للمريض، ويحدد الطبيب للمريض عدة زيارات دورية كالتالي:

  • الزيارة الأولى: وتتم بعد مرور 10 أيام من مغادرة المريض للمستشفى، وفيها يطمئن الطبيب على سلامة الجرح ونظافته، والاطمئنان على حالة القلب وقياس ضغط الدم.
  • الزيارة الثانية: ويحين موعدها بعد مرور ٦ إلى ٨ أسابيع من مغادرة المريض للمستشفى، وفيها يسمح الطبيب للمريض بمزاولة بعض الأنشطة كالرجوع للعمل، وقيادة السيارات بعد الاطمئنان على كفاءة عضلة القلب واستقرار حالة المريض.
  • الزيارات الدورية طويلة الأمد: وتكون أول زيارة بعد انقضاء ٣ شهور من خروج المريض من المستشفى وفيها يسمح الطبيب للمريض بمزاولة جميع أنشطة الحياة اليومية المعتادة، ويطلب منه الالتزام بمواعيد الاستشارة الدورية والتي قد تتم مرة أو مرتين سنويًا.

الاكتئاب بعد عملية القلب المفتوح

لن تعود الحياة بعد عملية القلب المفتوح لطبيعتها دون أن تعصف المشاكل بالبعض، فقد يعاني نسبة كبيرة من المرضى من مشاكل نفسية واضطرابات في الوعي  بعد إجراء عملية القلب المفتوح، كما يعاني عدد كبير من الاكتئاب والضيق وسوء الحالة النفسية، وتزداد حدة الاكتئاب والتوتر بعد خروج المريض من المستشفى واضطراره للمكوث لفترات طويلة بالمنزل وعدم السماح له بممارسة أي مجهود سوى بعض الأنشطة البسيطة، ولكن سرعان ما تزول حالة الاكتئاب التي يمر بها المريض بعد انقضاء فترة التعافي واسترداد قدرته على الذهاب للعمل وممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي.

السفر بالطائرة بعد عملية القلب المفتوح

يستعيد مريض عملية القلب المفتوح قدرته على ممارسة العديد من الأنشطة بعد ثلاثة أشهر من تاريخ إجراء العملية، إلا أن هناك بعض الأنشطة التي تتطلب قدر كبير من المجهود كالسفر لمسافات بعيدة بالطائرة، والتي لابد للمريض من استشارة الطبيب قبل القيام بها، وتتوقف موافقة الطبيب على الحالة الصحية العامة للمريض بعد انقضاء فترة النقاهة، وعلى كفاءة عضلة القلب وقدرتها على تحمل مجهود السفر والإرهاق.

قيادة السيارة بعد عملية القلب المفتوح

يجب على المريض تجنب قيادة السيارة إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، وعودة الحياة بعد عملية القلب المفتوح لطبيعتها، وفي أغلب الحالات يسمح الطبيب للمريض بقيادة السيارة بعد الأسبوع الرابع للعملية.

الذهاب للعمل بعد عملية القلب المفتوح

 يمكن للطبيب السماح للمريض بالعودة إلى مزاولة عمله بعد انقضاء فترة تتراوح من ٤ إلى ٦ أسابيع بعد العملية طبقًا لنوع وطبيعة عمل المريض.

الزواج والحمل بعد عملية القلب المفتوح 

يتوقف قرار الزواج والحمل بعد عملية القلب المفتوح على عدة عوامل، والتي يقرر الطبيب من خلالها السماح بالزواج وإمكانية الإقدام عليه، أو التنبيه من خطورته على صحة المريض، وهذه العوامل هي: 

  • كفاءة عضلة القلب.
  • استعادة القلب لجميع وظائفه الحيوية.
  • الحالة الصحية للمريض.

وعلى الرغم من أن أمراض القلب قد تؤثر على كفاءة التبويض عند النساء، إلا أن بعض النساء يحظين بحمل صحيح وإنجاب أطفال سليمة على الرغم من الإصابة بأمراض القلب، بينما في بعض الحالات قد يشكل الزواج والحمل خطرًا على صحة المريضة، لذلك يجب على مريض القلب استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الزواج والحمل.

النوم بعد عملية القلب المفتوح

قد يعاني المريض بعد إجراء العملية من اضطرابات في النوم، قبل عودة الحياة بعد عملية القلب المفتوح للوضع الطبيعي، حيث أثبتت الدراسات أن عدد كبير من المرضى يعانون من الأرق وعدم القدرة على النوم بانتظام، ويجب على المريض الالتزام بالنوم مستلقيًا على ظهره لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويقوم الطبيب بتحديد هذه الفترة بناءً على وزن المريض، ثم يسمح للمريض بعدها بالنوم بزاوية 45 درجة، وفي النهاية يُسمح له بالنوم على جانبه بعد تأكد الطبيب من التئام عظمة القص، ويجب على المريض سرعة استشارة الطبيب إذا سمع صوت طقطقة في عظام الصدر عند النوم على جانبه.

نصائح للمريض بعد عملية القلب المفتوح 

لكي ينعم المريض بحياة طبيعية مستقرة بعد عملية القلب المفتوح وتجنب التعرض للمضاعفات والمخاطر، يجب عليه اتباع النصائح التالية:

  • الحرص على تناول الأدوية والمسكنات في مواعيدها.
  • الاهتمام بنظافة الجرح وتطهيره.
  • تناول قسطاً كافياً من الراحة.
  • الالتزام بالنوم على الظهر.
  • اتباع تعليمات الطبيب بدقة وممارسة الأنشطة التي ينصح بها.
  • تجنب بذل مجهود شديد أو حمل أوزان ثقيلة.
  • الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب لمتابعة استقرار الحالة الصحية.

في النهاية نود أن نكون قد وُفقنا في عرض مراحل الحياة بعد عملية القلب المفتوح، وكيفية العناية بالصحة حتى يتجاوز المريض فترة النقاهة ويعود لممارسة حياته الطبيعية، وبعض الأعراض التي قد يشعر بها المريض والتي تستلزم مراجعة الطبيب المعالج، متمنين لكم دوام الصحة والعافية.

يسعدنا مشاركة المقال