الجرح بعد عملية القلب المفتوح يحتاج إلى عناية فائقة للحيلولة دون وقوع مضاعفاتٍ غير محمودة، وتصنف ضمن العمليات الكبرى نظرًا لقص 8-10 بوصة من الصدر، وقص عظام الصدر حتى يصبح القلب مرئيًا للطبيب الجراح، وانطلاقًا من خطورة العملية فإن ما بعدها يتطلب رعاية فائقة حتى يتعافى المريض.

الجرح بعد عملية القلب المفتوح

الجرح بعد عملية القلب المفتوح

عند استيقاظ المريض بعد عملية القلب المفتوح يمضي 24 ساعة كاملة في وحدة العناية المركزة ICU لمراقبته عبر الأجهزة المتخصصة، إذ تبقى الأنابيب في الصدر للتخلص من السوائل المتوقع تجمعها في محيط القلب، أما في الذراع فيتبقى الأنابيب المسؤولة عن تزويد الجسم بالسوائل، إضافةً إلى أنبوب القسطرة الموصول في المثانة لطرح البول خارجًا، في هذه الأثناء يكون الجرح بعد العملية لينًا يتطلب رعاية فائقة لضمان عدم حدوث أي التهابات أو فتحها مجددًا، لذلك يستوجب على المريض اتخاذ الإجراءات التالية في الوقاية من التهاب الجرح بالتفصيل:

  • الحفاظ على الجرح جافًا، مع الإبقاء عليه دافئًا.
  • تعقيم اليدين بغسلهما قبل لمس جرح العملية.
  • الاستحمام بماء دافئ لمدة لا تتخطى 10 دقائق، وذلك في حال شفاء الجرح.
  • الحرص كليًا على عدم وصول الماء إلى شق العملية.
  • التحقق من سلامة الجرح من أي عدوى، وذلك بعدم وجود أي احمرار أو تدفق سوائل منه.

شكل الجرح بعد عملية القلب المفتوح

تعد عمليات جراحة القلب من العمليات المعقدة، حيث تتطلب وقتًا طويلًا لا يقل عن 6 ساعات، لذلك يكون المريض بحالة تخدير كامل خلال العملية، وانطلاقًا من اعتبارها عملية صعبة وخطيرة فإن شكل جرح عملية القلب المفتوح يكون مختلفًا عن أي جرحٍ آخر، إذ يكون شقًا جلديًا مغلقًا بواسطة أسلاك أو خيوط طبية ظاهرة للعيان، وتبقى في الجسم للأبد، ويصل طول الحر إلى 8 بوصات تقريبًا في الجزء السفلي من منتصف الصدر طوليًا.

التهاب الجرح بعد عملية القلب المفتوح

يتوقع الأطباء عادةً حدوث التهاب في جرح أي عملية مهما كانت خطيرة أو بسيطة، لذلك يوجّه المرضى لاتخاذ بعض التدابير والإرشادات للحيلولة دون التهاب جرح عملية القلب المفتوح، حيث تكون هناك فرص للإصابة بها في حال التعرض لمسببات ذلك، إلا أن العدوى الخطيرة المؤثرة على الرئتين تعد الأقل احتمالية للإصابة بها إجمالًا.

كما لا بد من الإشارة إلى أن تعرض جرح عملية القلب المفتوح للالتهابات يترك أثرًا سلبيًا على التنفس؛ إذ يصبح غير طبيعي ويتحول إلى ضيق تنفس، وفي حال حدوث أي التهاب لا بد من التوجه إلى الطبيب فورًا لتقديم العلاج اللازم، وتتمثل أعراض التهاب الجرح بعد العملية  بما يلي:

  • الاحمرار حول الجرح كاملًا.
  • ازدياد حدة الألم.
  • إفراز الجرح لمادة صفراء أو صديد.
  • فرط التعرق.
  • أعراض الحمى.

علاج التهاب الجرح بعد عملية القلب المفتوح

يتجه الأطباء المختصين إلى تقديم علاج التهاب الجرح بعد العملية على هيئة مضادات حيوية، وأقراص، إضافةً إلى الحقن، مع ضرورة تعقيم الجرح حسب ما يوصي به الطبيب، ومن الممكن أن يخضع المريض لما يعرف باسم زرع المفرزات للتعرف على نوع الجرثومة المسببة لالتهاب الجرح؛ وذلك لوصف المضاد الحيوي الملائم.

مدة التئام الجرح بعد عملية القلب المفتوح

تعد التوقعات حول التئام جرح عملية القلب المفتوح طويلة المدى إجمالًا، حيث يبدأ الانتعاش تدريجيًا للمريض؛ إذ يستغرق الأمر 6 أسابيع على الأقل للشعور بالتحسن كمرحلةٍ أولية للشفاء، أما مدة التئام الجرح بعد العملية فإنها تتراوح بين 6 أشهر وسنة كاملة، رغم ذلك؛ إلا أن بعض الحالات قد تستغرق سنوات عديدة للشفاء كليًا.

التئام عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح

يخضع المريض لعملية جراحية كبرى تتمثل بإحداثِ شق كامل في عظام الصدر بطولٍ قد يتخطى 15 سم، إلا أن التئام الجرح يكون أسرع كلما كان أصغر حجمًا، ووجب التنويه إلى أن سماع طقطقة في عظمة القص خلال الفترة التالية لعملية القلب المفتوح دلالةً على ممارسة أفعال ممنوعة خلال فترة التئام العظام، لذلك يتطلب الأمر ربط حزام الصدر للحيلولة دون حدوث مضاعفات، كما يمكن التوجه للطبيب للاطمئنان، أما عن مدة التئام عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح فإنها تمّر بمرحلتين أساسيتين، هما:

المرحلة الأولى

تستغرق هذه المرحلة وقتًا بين 6-8 أسابيع على الأقل لضمان التئام عظمة القص بعد العملية، وتصنف بأنها الأكثر أهميةً على الإطلاق؛ إذ يتعافى نحو 70% من إجمالي الشق في عظمة القص خلالها.

المرحلة الثانية

تستغرق المرحلة الثانية من التئام عظمة القص بعد العملية مدة 6 أشهر، وتأتي عادةً تلو مرحلة النقاهة بعد جراحة القلب المفتوح.

محاذير التئام عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح

انطلاقًا من صعوبة عملية القلب المفتوح وخطورتها، فقد أدرج الأطباء مجموعةً من المحاذير والتنبيهات حول فترة التئام عظمة القص و الجرح بعد عملية القلب المفتوح، تتمثل فيما يلي:

  • تجنب ممارسة الأنشطة البدنية.
  • الامتناع عن حمل الأثقال تفاديًا للضغط على عظمة القص.
  • ضرورة تضميد وسادة على الصدر عند الكحة أو العطس.
  • وجوب الاستناد على الجدران عند صعود السلالم.
  • الامتناع كليًا عن قيادة المركبات قبل مرور شهر كامل بعد العملية.
  • التوقف عن ممارسة الأعمال المنزلية حتى مرور فترة التئام عظمة القص.
  • أما عن طريقة النوم بعد عملية القلب المفتوح فتكون على الظهر، وذلك حتى مرور 3 أسابيع على الأقل.
  • عن عملية القلب المفتوح والجماع؛ ينصح بالابتعاد عنه لمدة شهر ونصف على الأقل بعد العملية.
  • السجود بعد عملية القلب المفتوح يمكن تأديته بعد 6 أسابيع على الأقل.
  • الامتناع عن الكحوليات والمنبهات.
  • تجنب تناول اللحوم والدهون إجمالًا.

مضاعفات عملية القلب المفتوح

بعد الوقوف على أهم التفاصيل حول التعامل مع الجرح بعد عملية القلب المفتوح والعناية به، لا بد من التعرف على المخاطر المترتبة على العملية أيضًا، ومنها ما يلي:

  • اضطراب الذاكرة وتشوشها (الهلاوس بعد عملية القلب المفتوح).
  • سكتة دماغية.
  • انفصال عظمة القص بعد التئام الجرح في أعقاب العملية.
  • الإصابة باندحاس التامور.
  • التهاب الجرح والإصابة بالعدوى الجرثومية.
  • ضيق التنفس.
  • الإصابة بالالتهاب الرئوي.
  • تجلط الدم.
  • اضطراب أداء المنظومة القلبية.
  • نزيف يرافقه ألم بالصدر.
  • احتمالية انخفاض ضغط الدم.

نسبة نجاح عملية القلب المفتوح

تشير المعلومات الطبية إلى أن نسبة نجاح عملية القلب المفتوح مرتفعة جدًا تصل إلى 98% إجمالًا، إلا أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في تحقيق ذلك، منها الحالة الصحية للمريض والفئة العمرية التي ينتمي إليها، وما يزيد من فرصة نجاحها الأمور التالية:

  • اعتدال الوزن.
  • المريض غير المدخن.
  • التمتع بصحة جيدة خالية من الأمراض.
  • الإرادة الحقيقية بممارسة حياة جديدة صحية.
  • الفئة العمرية أقل من 80 عام.

ختامًا، فإن الجرح بعد عملية القلب المفتوح مسألة هامة للغاية تتطلب صب الاهتمام عليها، وذلك تفاديًا لحدوث أي مضاعفاتٍ لاحقة، كما يستدعي الأمر الانتقال إلى فترة النقاهة بعد العملية لضمان الوصول إلى بر الأمان بعد انقضاء المدة المتوقعة للشفاء، وتجدر الإشارة إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة والمدخنين ومن تجاوزوا 70 عامًا؛ تكون نسبة نجاح العملية أقل إجمالًا من غيرهم.

يسعدنا مشاركة المقال