التهاب العصب السابع Bell’s palsy حالة مرضية مؤقتة، تظهر على هيئة رد فعل الجسم إزاء هجوم فيروسي على أحد الأعصاب، ورغم صعوبة الأعراض المرافقة له؛ إلا أن علامات الشفاء تبدأ بالظهور بين أسابيع وعام تقريبًا، هذا وتصل نسبة الشفاء بين المصابين إلى 80% منهم.

التهاب العصب السابع

التهاب العصب السابع في الوجه

شلل الوجه النصفي أيضًا، حالة طبية تصيب العصب السابع بين أعصاب المخ، ويعد بدوره مسؤولًا عن السيطرة على عضلات الوجه والتحكم بها، لذلك تتجلى الأعراض باختلال تعبيرات الوجه الحركية؛ وتتفاقم حدة الأعراض في غضون 48 ساعة فقط، ومن الجدير بالذكر أن أعراض التهاب العصب السابع البسيط تظهر على جهة واحدة للوجه، ما يمنحه مظهرًا مرتخيًا تحت تأثير اختلال أداء العصب الوجهي.

سبب التهاب العصب السابع في الوجه

يعتبر سبب التهاب العصب السابع غير معروف إجمالًا، إلا أن هناك اقترانٌ واضح مع عدد من العوامل المؤثرة بذلك، من أهم أسباب التهاب العصب السابع مايلي:

العدوى الفيروسية

تتصدّر العدوى الفيروسية قائمة أهم أسباب التهاب العصب السابع بالمجمل، ومن أبرز الفيروسات المؤثرة بذلك ما يلي:

  • الفيروسات المسببة لمشاكل الجهاز التنفسي العلوي.
  • الهربس التناسلي.
  • النكاف.
  • فيروس الحزام الناري.
  • الفيروسات المسببة لأمراض الأطراف والفم.
  • فيروس الحصبة الألمانية.
  • جدري الماء.
  • هربس لطمة الحمى.
  • الفيروسات المسببة لتضخم الخلايا.

تعدد الأمراض

يتمثل ذلك بالإصابةِ بأمراضٍ مختلفة تعد من عوامل خطورة الإصابة بمرض التهاب العصب السابع منها:

  • التصلب اللويحي.
  • السكري.
  • الوهن العضلي الوبيل.
  • مرض لايم.
  • فرط ضغط الدم.
  • الصداع النصفي.
  • متلازمة غيلان باريه.
  • داء لايم.

علاج التهاب العصب السابع في الوجه

تشير الإحصائيات الطبية إلى تعافي الغالبية العظمى من المصابين بمرض التهاب العصب السابع في الرقبة دون علاج، إذ تعاود الأعصاب أداء وظيفتها على أكمل وجه تدريجيًا، فبعد انقضاء 2-3 أسابيع تتراجع حدة الأعراض وتتحسّن، وبعد مضي شهرين تكون قد تلاشت تمامًا، وقد تحتاج إلى 12 شهراً للشفاء التام. أما الحالات التي تتطلب الخضوع للعلاج، فإن الأطباء يقررون علاج التهاب العصب السابع البسيط بالطرق التالية:

العقاقير الطبية، ومن أهم أنواعها مايلي:

  1. مضادات الفيروسات.
  2. الستيرويدات القشرية.
  3. مرطبات العين.
  4. مشتقات الكورتيزون.
  • إجراء تغييرات ملموسة على نمط الحياة.
  • اتباع أساليب علاجية طبيعية ومنزلية.
  • الجراحة، وهو الخيار الأقل شيوعًا، وغالبًا ما تكون تجميلية.
  • الأورام.
  • عيب خلقي.
  • الربع الأخير من الحمل.
  • العلاج الطبيعي، وهو أسلوبٌ فعال لتخفيف حدة أعراض التهاب العصب السابع في الوجه، حيث يخضع المريض للتحفيز الكهربي للعصب السابع وأيضًا تمارين تدريب عضلات الوجه على العودة لوضعها الطبيعي.

أعراض التهاب العصب السابع البسيط

يعاني المصاب بشلل الوجه النصفي من ظهورِ عدة أعراض واضحة يستدل بها على الإصابة بمرض التهاب العصب السابع في الوجه، وتتمثل أعراض التهاب العصب السابع البسيط بمايلي:

  • صعوبة التحكم بتعابير الوجه وحركته، منها الضحك، إغلاق وفتح العين.
  • ألم حاد في محيط الفك.
  • الإنزعاج والحساسية الحادة إزاء الضوء والأصوات.
  • فقدان التركيز.
  • صداع شديد.
  • اختلاف حاسة التذوق.
  • سيلان اللعاب والدموع لا إراديًا.

أسباب ثانوية، منها مايلي:

  1. تورّم الرقبة.
  2. الالتهابات البكتيرية.
  3. التهاب الأذن الوسطى واختلال وظيفتها.
  4. نقص المناعة.
  5. تعرض الجمجمة لحوادث الكسر.
  6. فرط عدد كريات الدم البيضاء.

علامات تحسن العصب السابع

يعود المصاب بحالةٍ من التهاب العصب السابع في الوجه إلى حالته الصحية الطبيعية بين مدةٍ تتفاوت بين الأسابيع والأشهرٍ القليلة حسب حدة الإصابة، لكن تظهر علامات تحسن العصب السابع على المصاب على النحو التالي:

  • بدء التحكم بتعابير الوجه والفم.
  • عودة حاسة التذوق تدريجيًا.
  • السيطرة على فتح وإغلاق العين.
  • تحسن عملية البلع دون صعوبة.

هل يشفى مريض التهاب العصب السابع؟

يشفى مريض العصب السابع غالبًا خلال مدةٍ قصيرة لا تتخطى الشهور من تاريخ الإصابة كحدٍ أقصى، إلا أن معظم الحالات المسجلة قد تعافت إجمالًا بعد 21 يوم من الإصابة، وقد تلاشت الأعراض كليًا بعد 90 يوم بين 80% من إجمالي الحالات، وقد يتطلب الأمر رسم خطة علاجية متكاملة باستشارة الطبيب في حال انقضاء هذه المدة دون ظهور علامات تحسن العصب السابع أو الشفاء منه كليًا.

هل التهاب العصب السابع يسبب دوخة؟

لا، فإن شلل الوجه النصفي تقتصر أعراضه على اختلاف التحكم بتعابير الوجه والتذوق، أما التركيز والوعي فلا يتأثران إطلاقًا، ولكن يجب التنويه إلى أن فقدان الوعي والتركيز بالتزامن مع أعراض التهاب العصب السابع في الوجه قد يدل على احتمالية وقوع سكتة دماغية، لذلك يجب التوجه للطبيب فورًا.

هل التهاب العصب السابع مزمن؟

قد يعتبر شلل الوجه النصفي مزمن لدى بعض الحالات النادرة، إلا أن الغالبية تتشافى تدريجيًا بعد 3 أسابيع فقط، أما الحالات التي لا يظهر أي تحسن عليها فإنها تحتاج لخطة علاجية متكاملة، وقد يصل الأمر إلى التدخل الجراحي.

أسباب تأخر شفاء التهاب العصب السابع

أشارت نخبة من مستشاري المخ والأعصاب إلى أن أسباب تأخر شفاء شلل بيل أو شلل الوجه النصفي يأتي نتيجة عدم الالتزام بالعلاج، إضافةً للضغوطات والتوتر العصبي والنفسي، لذلك ينصح بالالتزام بالخطة العلاجية تمامًا، وتحديدًا جلسات العلاج الطبيعي.

هل يتكرر التهاب العصب السابع؟

رغم اعتبار الإصابة بشلل الوجه النصفي تقتصر على مرة واحدة، إلا أن هناك فرص ضئيلة لعودة الإصابة بعد مضي سنوات.

تشخيص شلل الوجه النصفي

يتجه الطبيب المختص لإجراء فحوصات سريرية للتحقق من الإصابة بشلل الوجه النصفي، وذلك عند عدم وفرة الأعراض الواضحة لذلك. ومن أبرز الطرق المتبعة في تشخيص شلل العصب السابع مايلي:

  • التصوير بالأشعة: تظهر الحاجة للتحقق من عدم الإصابة بأورام الدماغ، أو التعرض لحادث كسرٍ في الجمجمة.
  • التخطيط الكهربائي: الاختبار الأمثل للتحقق من مدى صحة العصب السابع وعدم تعرضه للتلف.

المضاعفات

بعيدًا عن سرعة شفاء أعراض شلل الوجه النصفي خلال فترةٍ وجيزة بعد الإصابة، إلا أن هناك بعض المضاعفات طويلة الأمد التي تلازم المريض، ولكن ذلك يعد من الحالات النادرة، ومن أبرز مضاعفات شلل الوجه النصفي مايلي:

  • العمى، قد يكون كاملًا أو جزئيًا نتيجة خدش القرنية، وذلك للعجز عن إغلاق العين وفتحها.
  • اختلال نمو الألياف العصبية، بعدم عودة التحكم بالحركة اللاإرادية للعضلات، مثل غلق العين وفتحها في الجهة المصابة.
  • تلف العصب الوجهي تمامًا.

التهاب العصب الوجهي ولقاحات فيروس كورونا

انتشرت مؤخرًا دراسات هامة حول تأثير لقاحات فيروس كورونا COVID-19 الطبية والاجتماعية، حيث سجلت العديد من حالات شلل الوجه النصفي بعد تلقي لقاح فيروس كورونا وفق ما أفادت به شركتا MODERNA & PFIZER-BIONTECH، وقد اتسعت دائرة الخوف حول العلاقة بين شلل بيل واللقاحات، وما زالت الدراسات قائمة حول السلامة من عدمها في تلقي المطعوم.

ختامًا، فإن التهاب العصب السابع من الحالات الطبية القائمة على أسباب مجهولة غالبًا ، لكن قد حُددت مجموعة من الأسباب التقديرية؛ إلا أنها ليست مؤكدة، ومن الأفضل تجنب عوامل الخطورة لضمان البقاء في الجانب الآمن، وفي حال الإصابة ينصح بالتخلص من الضغوطات النفسية لعدم تفاقم الأعراض، مع الحرص على الإلتزام بالعلاج حتى استكمال الشفاء.

يسعدنا مشاركة المقال