دكتور جراحة مخ وأعصاب ابراهيم عبد المحسن

كل ما تريد معرفته عن التهاب الاعصاب الطرفية

يعتبر من الأمراض الشائعة بين فئة كبيرة من الناس، وخاصة مع التقدم في السن أو بين من يعانون من أمراض مزمنة كمرض السكري، ويسبب الكثير من الآلام والأعراض الصعبة التي تؤثر على الحياة اليومية للمريض.

 ما هو التهاب الاعصاب الطرفية ؟

قبل أن نشرح ما هو هذا المرض لابد من معرفة أن عمل الجهاز العصبي في جسم الانسان يعتمد على اتصال الأعصاب الخاصة بالدماغ والحبل الشوكي بالأعصاب الموجودة في أطراف الجسم المختلفة كالذراعين والقدمين واليدين والوجه والفم وغيرها من الأعضاء الداخلية بالجسم.

وعندما يحدث خلل في عمل هذه الأعصاب الممتدة إلى أطراف الجسم المختلفة ينشأ مرض التهاب الأعصاب الطرفية، حيث ينتج عنه ضرر أو تلف في الأعصاب بشكل دائم مما يؤدي إلى خلل في وظائف الأعصاب المتضررة.

وعند حدوث ذلك تبدأ الأعصاب في إرسال رسائل خاطئة للدماغ بالشعور بألم بدون وجود أسباب لهذا الشعور، أو قد لا ترسل رسائل الألم الصحيحة إلى الدماغ في حالة وجود مسببات فعلية للألم.

 علامات التهاب الاعصاب الطرفية

يوجد العديد من الأعراض التي تظهر مع التهاب الاعصاب الطرفية والتي يمكن من خلالها التشخيص المبدئي للمرض، ومنها:

  • الشعور بوخر وتنميل وخدر في القدمين واليدين.
  • أن يشعر الشخص وكأنه يرتدي جوارب أو قفازات ضيقة على الرغم من عدم ارتداءه.
  • أن يعاني الشخص من ترقق في الجلد بشكل مفاجئ.
  • ملاحظة انخفاض ضغط الدم بشكل متكرر.
  • أن يعاني الشخص من سقوط الأغراض من يديه بشكل مستمر.
  • ملاحظة بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الاسهال أو الإمساك المتكرر.
  • زيادة مفرطة في التعرق.
  • الشعور بالألم والوخز في أطراف الجسم بشكل مفاجئ ومتكرر.
  • إصابة الرجال بالضعف الجنسي.

 اسباب التهاب الاعصاب الطرفية

يوجد عدة أسباب وعوامل تلعب دورا في زيادة فرص الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية، ومن أهم هذه العوامل:

  • الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري، أو الارتفاع المزمن في معدل ضغط الدم.
  • الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  • النقص الحاد في بعض الفيتامينات الضرورية لصحة الأعصاب وخاصة فيتامين ب12، وفيتامين ب6، وفيتامين ب1، وفيتامين هـ.
  • الإصابة بأي من أمراض الكلى، أو أمراض الكبد.
  • الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض الذئبة الحمراء.
  • تناول بعض الأدوية قد يساهم في الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية، مثل أدوية تنظيم ضغط الدم، أو أدوية التشنجات، أو العلاج الكيميائي للأورام السرطانية.
  • التعرض إلى صدمة شديدة في مناطق معينة بالجسم نتيجة حادث سير أو إصابة رياضية قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأعصاب الطرفية.
  • الإدمان على تناول المشروبات الكحولية حيث يؤثر بشكل سلبي على الجهاز العصبي بالجسم، وكذلك التعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية قد يحقق نفس التأثير السلبي.
  • تعرض الجسم للإجهاد الدائم والمستمر.
  • قد يحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ أو الإصابة بالحمى.

 علاج ضعف الاعصاب الطرفية

يعتمد البرنامج العلاجي لضعف والتهاب الأعصاب الطرفية على تحديد المسبب الرئيسي للمرض، وغالبا ما يتم مزج عدة علاجات معا على النحو التالي:

  • استخدام مسكنات للألم بشرط تناول الجرعات المحددة فقط من قبل الطبيب المعالج.
  • تناول بعض الأدوية التي يتم صرفها بوصفة طبية فقط، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية الخاصة بعلاج الضعف الجنسي.
  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي، مثل: العلاج بالوخز، أو التدليك، وغيرها.
  • الخضوع لعلاج التنبيه العصبي.
  • في بعض الحالات قد يرى الطبيب ضرورة نقل وتبديل الدم.
  • الإقلاع تماما عن التدخين وتناول الكحوليات.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل منتظم.

 التهاب الاعصاب الطرفية في القدم

يعاني كثير من الأشخاص من آلام في القدمين وفقدان الإحساس بهما في كثير من الأوقات، فالشعور بالتنميل وفقدان الإحساس بالبرودة أو الحرارة أو عدم الإحساس بالحذاء وغير ذلك كلها من ضمن أعراض التهاب الأعصاب الطرفية في القدمين، وغالبا ما تنتج عن الإصابة بمرض السكري أو بسبب زيادة الضغط على الأعصاب أو العمل في وظيفة تتطلب الكثير من الإجهاد.

وفي كثير من الحالات قد لا يتم الشفاء من التهاب الأعصاب في القدمين بشكلٍ تام، ولكن يمكن باستخدام بعض العلاجات الدوائية والطبيعية تخفيف حدة الألم وتقليل الأعراض المصاحبة للمرض، ومنها:

  • تنظيم معدل السكر في الدم، وتنظيم معدل ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على مجموعة فيتامينات ب المركبة.
  • مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض حيث قد تسبب بعض الأدوية التهاب الأعصاب كأثر جانبي للدواء.
  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي مثل العلاج بالإبر أو التدليك أو التحفيز الكهربائي للأعصاب.
  • تناول بعض الأدوية المسكنة للألم مثل أدوية مضادات الالتهاب أو مضادات الاكتئاب.
  • في بعض الحالات قد يصف الطبيب تناول أحد الأدوية المضادة للصرع باعتبارها مسكنة للآلام.

 

الام الاعصاب الطرفية

التهاب الأعصاب الطرفية يعتبر واحدا من ضمن أمراض التهابات الأعصاب التي تسبب مجموعة من الأعراض المزعجة والمؤلمة لمن يعاني منها، ووفقا لدراسة إيطالية فإن التعرض لهذه المشكلة غالبا ما ينتج عن تعرض الأعصاب المتحكمة في الأطراف لأحد العوامل التي تتسبب في ضعف قدرتها على الإحساس بالشكل الطبيعي، وفي كثير من الحالات يتضاعف الأمر حتى يصل إلى تلف دائم في الأعصاب.

ومن أبرز الشكاوي التي يعاني منها المريض هي الشعور الدائم بالخدر والتنميل في الأطراف وخاصة في القدمين، وغالبا ما يبدأ هذا الشعور من الأصابع ثم يزداد حتى يصل إلى الساقين أو الذراعين.

ونتيجة لذلك الاضطراب تتأثر وظائف الأعصاب الطرفية وتصاب بالخلل، فتؤدي إلى إرسال إشارات خاطئة للدماغ، سواء بالشعور بألم مع عدم وجود مسبب له، أو عدم إرسال إشارات الألم على الرغم من وجود مسببات فعلية.

 مضاعفات التهاب الاعصاب الطرفية

إن تأخر تشخيص المرض أو اهمال تناول العلاج المناسب لا شك أنه يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة على صحة المريض، ومنها:

  • التعرض إلى إصابات خطيرة أو حروق مع عدم شعور المريض بذلك.
  • فقدان المريض القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
  • الشعور بآلام شديدة في الأطراف قد لا تستجيب إلى مسكنات الألم المعتادة.
  • فقدان التوازن في كثير من الأحيان مما يهدد بتعرض المريض إلى الكسر أو الإصابات الخطيرة عند السقوط.
  • التعرض للإصابة بغرغرينة وقد تصل في بعض الحالات إلى ضرورة بتر الطرف المصاب، وذلك بسبب فقدان المريض بالشعور بالألم وتكرار الجروح في الطرف المصاب.

هل التهاب الأعصاب مرض خطير؟

كل الأمراض التي يتعرض الإنسان لها يمكن السيطرة عليها في حالة الاهتمام باستشارة الطبيب في وقت مبكر من ظهور الأعراض حتى يتم التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب للحالة، وكذلك التهاب الأعصاب الطرفية فهو ليس مرض خطير طالما هناك اهتمام وحرص على تلقي العلاج المناسب.

ولكن في حالة إهمال العلاج فقد تزداد حدة المرض وينتج عنه العديد من المضاعفات الخطيرة التي تهدد صحة وحياة المريض، كما قد يؤدي في بعض الحالات إلى إصابة المريض بالالتهابات الحادة، أو بالشلل التام وفقدان القدرة على الحركة أو الشعور بالأطراف المصابة، وهنا فقط تكمن خطورة المرض، ولذلك لابد من المتابعة الدورية لدى الطبيب والحرص على تلقي البرنامج العلاجي الذي غالبا ما يستمر لمدة ستة أشهر وحتى عام كامل.

يسعدنا مشاركة المقال