دكتور جراحة مخ وأعصاب ابراهيم عبد المحسن

أعراض انسداد الشريان السباتي في الرقبة

في البداية يجب أن نطلع على الأعراض التي تصاحب حالة انسداد أحد الشرايين السباتية، تلك الشرايين المسؤولة عن توصيل اللازم من دم إلى منطقة الرأس والدماغ، حيث أنه في حال تعرض أحد تلك الشرايين أو كلاهما إلى الانسداد فإنه من المتوقع أن تظهر تلك الأعراض على الشخص المريض:

  • شعور المريض بوجود تنميل أو ضعف طفيف إلى متوسط وربما كان فجائي في منطقة الوجه في جانب واحد من الأطراف سواء اليدين أو الأرجل.
  • حدوث ما يشبه الارتباك والتشويش المفاجئ في القدرة على الرؤية سواء كان هذا الأمر في عين واحدة فقط أو في كلتا العينين.
  • مواجهة صعوبات غير متوقعة في القدرة على الحديث وكذلك استيعاب وفهم الآخرين وهذه أحد الأعراض في الحالات المتأخرة.
  • الشعور بنوع من الصداع الذي لا يحتمل والذي لا يشابه أي صداع سابق يعرفه المريض، إذ أن هذا النوع ظهر فجأة ولا يمكن ردعه بسهولة من خلال استخدام المسكنات.
  • الإصابة بدوخة أو دوار بالإضافة إلى احتمالية حدوث حالة من عدم الاتزان الشديد الغير متوقع.
  • في بعض الأحيان يكون هناك عدم إمكانية على بلع الطعام بسلاسة أو حتى الماء لوجود صعوبة في تلك العملية.

والجدير بالذكر أن تلك الأعراض ليس بالضرورة أن تظهر على مريض انسداد الشريان السباتي إذ بعض الحالات لا تعاني من أعراض وإذا يفاجأ المريض بحدوث سكتة دماغية بعد فترة زمنية من المرض في حال عدم اكتشافه وعدم التمكن من أخذ العلاج اللازم في الوقت المناسب.

اسباب انسداد الشريان السباتي في الرقبة

ويحدث انسداد الشريان السباتي في الرقبة لعدة أسباب اوضحها كبار الأطباء المتخصصين في علاج مثل تلك الحالات التي تعاني من انسدادات خفيفة أو شديدة في الشرايين السباتية، ومن هذه الأسباب وأهمها ما يأتي:

  •  زيادة نسبة الكوليسترول في الدم وكذلك الكالسيوم حيث تنسجم هذه العناصر مع بعضها محدثة سدد في شرايين الرقبة أو ضيق يعوق وصول الدم بكامل طاقته إلى الدماغ.
  • قد يكون التقدم في العمر أحد الأسباب الشائعة لانسداد الشرايين إذ أن تلك الشرايين أصبحت لا تتمتع بالمرونة المطلوبة بجانب إصابة الشخص بأمراض أخرى مثل الضغط والسكري.
  • بالرغم من أن هذا المرض ليس وراثيًا من الدرجة الأولى إلا أن وجود حالات إصابة سابقة في العائلة قد يكون مؤشر لاحتمالية الإصابة به الأمر الذي يعزز أمر الانتظام في إجراء الفحوصات الطبية الدورية.
  • إذا كنت تعاني من اضطرابات تنفسية أثناء النوم إذ أن التقطع أثناء التنفس أمر قد يؤثر بشكل كبير على انسداد الشرايين وظهور السكتة الدماغية ذات الوقت المفاجئ.
  • الإسراف في عادة التدخين إذ أن التبغ يترك آثار سيئة على الصحة من ضمنها تضرر شرايين الرقبة وضيقها وعدم تمكنها من القيام بوظيفتها بشكل كامل.

فحص شرايين الرقبة

طرق فحص شرايين الرقبة متعددة إذ يتم في الكشف الطبي وضع السماعة الطبية على موضع هذه الشرايين في الرقبة وتفحصها وتفحص وجود صوت مسموع ينم على وجود مشكلة بتلك الشرايين، أما بالنسبة إلى الفحوصات الطبية التي قد يطلبها الطبيب من أجل التأكد من جودة انسداد في الشرايين السباتية من عدمه فهي كالآتي:

  • إجراء تصوير معتمد على الموجات فوق الصوتية من أجل الإطلاع على الشرايين السباتية وما بها من مشاكل انسداد أو ضيق، وكثيرًا ما يلجأ الأطباء إلى هذا التصوير المزدوج الذي يحدد بدقة المرض وشدته.
  • الاعتماد على الرنين المغناطيسي الذي يتم إجراؤه على منطقة الرقبة وهو أكثر دقة، إذ يوضح حالة الشريان ويعطي نسب خاصة بما يعاني من الشريان من ضيق إن وجد.
  • استخدام القسطرة الاستكشافية التي تطلع على داخل الشرايين السباتية وتصل إلى داخل اوعيتها ليتمكن الطبيب من تحديد نسبة الضيق داخل الشريان المصاب وما يشكله ذلك من خطورة قد تصل إلى السكتة الدماغية.
  • الأشعة المقطعية سواء العادية أو المعتمدة على الصبغة والتي تعطي صور شديدة الوضوح وثلاثية الأبعاد، ومن خلال هذه الأشعة يمكن معرفة حجم الضرر الناتج عن ضيق الشرايين أو انسدادها على الدماغ.

 علاج انسداد شرايين الرقبة

هناك أكثر من اتجاه علاجي يمكن الاعتماد عليه في حل مشاكل انسداد شرايين الرقبة، إذ يتم تحديد الاتجاه العلاجي المناسب وفق حالة المريض ودرجة الانسداد ورؤية الطبيب الثاقبة في أنسب علاج يمكنه أن يأتي بنتائج رائعة، إذ يمكن علاج انسداد شرايين الرقبة من خلال الآتي:

  • الابتعاد عن العادات الحياتية السيئة التي من شأنها أن تزيد من ضيق الشريان السباتي والتي بطبيعة الحال تزيد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية ومن تلك العادات التي يجب تجنبها التدخين والأطعمة الغنية بالدهون الضارة والمشروبات الكحولية بالإضافة إلى السمنة وغير ذلك.
  • الاعتماد على العلاج الدوائي الذي يتمثل في أدوية السيولة والأدوية المانعة لحدوث أي تجمع غير طبيعي للأوعية الدموية ومن أمثلة تلك الأدوية الأسبرين والبلافيكس وغيره، هذا إلى جانب الأدوية المعالجة للجلطات التي تكونت بالفعل.
  • الاعتماد على الجراحة التي تتم بطرق عدة تهدف في النهاية إلى توسيع شرايين الرقبة ومنع السكتات الدماغية حيث جراحة الدعامة السباتية وكذلك الجراحة التي تهدف إلى إزالة بطانة شريان الرقبة وغيرها من الجراحات الناجحة.

هل عملية الشريان السباتي خطيرة؟

بطبيعة الحال دقة ومهارة الإجراء الجراحي أي كان نوعه فيما يخص الشريان السباتي لا يمنع مخاطر هذا الإجراء، إذ أن تلك الجراحة تتم في شريان مهم للغاية في الرقبة و يغذي الدماغ، إذ تتمثل تلك الخطورة في الآتي:

  • بعد نجاح العملية قد يفاجئ المريض بحدوث ضيق جديد يلحق بأحد شرايين الرقبة وذلك في غضون وقت ليس بالطويل قد يكون بضعة أشهر فقط عقب العملية.
  • تعرض المريض إلى سكتة دماغية مع تفاوت شدة هذه السكتة وكيفية التعامل الطبي معها إذ أن هناك سكنات دماغية من النوع العابر وأخرى من النوع المميت.
  • بالرغم من جراحة تركيب الدعامات في شرايين الرقبة ونجاحها الكبير إلا أنه يمكن أن تعاود هذه الشرايين الانسداد وقد يحدث بها جلطات دموية نتيجة أسباب عدة منها سوء التغذية والضغط النفسي.

نسبة نجاح عملية الشريان السباتي

أما فيما يخص نجاح العملية والمتوقع لها من نتائج فعالة في الحد من ضيق شرايين الرقبة فمن المتوقع أن تكون نسبة النجاح عالية تصل إلى تسعين بالمائة وربما خمس وتسعون بالمائة وهي نسبة باعثة للتفاؤل وتعطي أمل لمرضى انسداد الشريان السباتي وتفاؤل بامتلاك حياة جديدة خالية من خطر السكتة الدماغية إلا أن المتابعة الطبية المنتظمة والفحوصات الطبية وتغيير نمط الحياة السابق بما يشمل من تغذية ورياضة له أثر بالغ في استمرار نجاح العملية وعدم حدوث انتكاسات تقود المريض إلى هاوية السكتة الدماغية مرة أخرى.

يسعدنا مشاركة المقال