دكتور جراحة مخ وأعصاب ابراهيم عبد المحسن

هل يعيش طفل الاستسقاء الدماغي؟

بالرغم من خطورة مرض الاستسقاء الدماغي إلا أن إصابة الطفل به لا تعني الوفاة المؤكدة، إذ أن هناك أطفال نال منهم هذا المرض ولكن مع العلاج والعمليات الجراحية مثل تركيب الصمام والمتابعة المستمرة مع طبيب متخصص تمكن هؤلاء من عيش حياة مستقرة، ولكن في حال تعرض الطفل إلى مضاعفات خطيرة ناتجة عن هذا المرض دون تلقي الدعم الطبي أو تأخر هذا الدعم، ففي تلك الحالة يكون الخطر على الحياة كبير.

ما هو الاستسقاء الدماغي؟

استسقاء الدماغ من الأمراض التي تصيب الأطفال مثلما تصيب الكبار، وهو مرض شديد الخطورة إذا لم يتم أخذ الإجراء العلاجي الصحيح معه، وتحوم حوله العديد من الاستفسارات مثل ما الأسباب المؤدية إلى الإصابة به، وهل هو وراثي عند الأطفال، ومتى يلاحظ هذا المرض على الأطفال وغيرها من الاستفسارات الهامة التي سوف نجيب عنها جميعًا عبر المقال التالي. 

الاستسقاء الدماغي البسيط

يأتي الاستسقاء الدماغي على درجات من حيث الخطورة، حيث أنه قد يصيب طفل ولكن بنسبة بسيطة للغاية في مثل تلك الحالات يمكن لهذا الطفل التعايش بشكل طبيعي مثل أقرانه، ولكن مع المتابعة المستمرة وحسب رؤية الطبيب قد يكون وضع الطفل لا يحتاج إلى عملية إطلاقًا ولا إلى أي نوع من العلاج الطبي أو الطبيعي، فقط متابعة مستمرة واهتمام من الأهل وكل المقربين، وهذا هو المتبع في أغلب الحالات المرضية التي لديها استسقاء دماغي من النوع البسيط.

اسباب الاستسقاء الدماغي 

أسباب عدة أحدها المتسبب في ظهور مرض الاستسقاء الدماغي والأعراض الخاصة به سواء في صغار السن أو الكبار، ومن أبرز تلك الأسباب وأهمها على الإطلاق ما يأتي:

  • بعض حالات الإصابة باستسقاء الدماغ عند الأطفال تكون راجعة إلى سبب وراثي أو خلل جيني يظهر عبر الفحص.
  • كما قد تكون أورام الدماغ سواء الحميدة أو الخبيثة أحد الأسباب المؤدية لتجمع السائل الشوكي في جزء ما في الدماغ بسبب فشل السائل من إيجاد مسار مناسب للتصريف.
  • الاستسقاء أحد المضاعفات الناجمة عن مرض إلتهاب السحايا وهو مرض خطير.
  • وجود سدد ما في الدماغ يعيق حركة ومسار السائل الشوكي الأمر الذي يؤدي إلى تجمعه دون صرفه.
  • وجود ضرر ما أو ضعف في الأوعية الدموية يمنعها من امتصاص سائل الدماغ وبالتالي يتراكم في أحد تجاويف الدماغ أو معظمها.
  • قد يكون الخلل ناتج عن إفراز السائل بكميات أعلى وأكبر من المعدل الطبيعي الأمر الذي يؤثر بالسلب على عمل الدماغ ويعوق صرف السائل لكثرته بالرغم من توفر آلية الصرف الطبيعية وسلامتها.

الاستسقاء الدماغي عند الجنين

يعتبر الاستسقاء الدماغي واحد من أهم العيوب الخلقية والتشوهات التي تصيب الجنين وهو ما زال داخل بطن الأم، إذ يظهر هذا التشوه عبر الأشعة وقد يكتشف بعد الولادة.

ويعتبر استسقاء دماغ الجنين مثله مثل الاستسقاء الدماغي المعروف، والذي يحدث فيه تجمع للسائل الدماغي لأي سبب أو خلل حادث، هذا السائل المتجمع يؤدي إلى أضرار عدة منها كبر حجم دماغ الجنين، وأحياناً تأخر في النمو وضمور في أجزاء من المخ وغيرها من الأمور التي تسبب الحزن للأم فور سماعها إصابة جنينها بهذا النوع من التشوه، فهل يعيش الجنين وهل لهذا المرض علاج في تلك الحالة، هذا ما سوف توضحه الآن.

علاج استسقاء الجنين

عند اكتشاف وجود استسقاء دماغي عند الجنين قبل الولادة فليس هناك علاج يؤخذ أو أي إجراء يُتبع سوى متابعة حالة الجنين وترقب اللحظة المناسبة للولادة، أما العلاج الفعلي فيكون بعد الولادة إذ يمكن إجراء عملية تركيب صمام وذلك في الحالات التي لديها سدد في الدماغ يمنع تصريف زوائد السائل، كما يمكن إتباع الإجراء الجراحي الذي يهدف إلى خلق فتحة مناسبة لتصريف السائل في بطين الدماغ السائل، كما يتضمن الإجراء الجراحي أحيانًا كي ما يعرف بالضفيرة الخاصة بالمشيمة.

هل استسقاء الجنين يقل طبيعيا؟

يعتقد البعض أن استسقاء الجنين من الممكن أن يقل بشكل تلقائي، الأمر ليس كذلك وإنما هناك استسقاء بنسبة بسيطة لا يسبب أضرارًا بالغة في النمو والإدراك وعمل الحواس المختلفة واستسقاء دماغ نسبته عالية يؤثر على حياة الطفل عندما يولد وعلى نموه وقوة إدراكه وغير ذلك.

متى يظهر الاستسقاء عند الجنين؟

الاستسقاء عند الجنين يظهر قبل الولادة ولكن موعد اكتشافه هو الذي يختلف من جنين إلى آخر، إذ أن هناك أجنة يظهر عليها ذلك التشوه أثناء المتابعة الشهرية للحامل وبمعنى أدق خلال شهر الحمل الرابع، ومن خلال الموجات فوق الصوتية التي تظهر كل أعضاء وأجهزة جسم الجنين وتتابع أيضًا معدل نموه عن كسب وتكتشف أي خلل أو أمر غريب في ذلك النمو، وفي حال مرت فترة الحمل بسلام فإن طفل الاستسقاء يتم اكتشافه فور الولادة إما عبر حجم الرأس غير الطبيعي أو من خلال بروز النفوخ أو عبر وضع الطفل غير الطبيعي وحركة عينيه حيث تجرى الفحوصات اللازمة وتبدأ رحلة العلاج.

هل الاستسقاء الدماغي وراثي؟

بالتأكيد هناك حالات زيادة ماء في الدماغ عند الأطفال ناتجة في الأصل إلى خلل وراثي حادث وليس كل حالات الاستسقاء وراثية، إذ أن هناك أسباب أخرى كما أوضحنا مثل وجود أورام أو إلتهاب سحايا أو غير ذلك، وبالرجوع إلى السبب الوراثي المؤدي إلى الاستسقاء نجده بسبب الجينات المسؤولة عن الخلايا الخاصة بتكوين بطينات الدماغ المختلفة التي تستوعب نسبة السائل الدماغي وإذا كان هناك خلل وراثي في تلك البطينات فبالطبع سوف يحدث خلل في إفراز سائل الدماغ وطريقة صرفه. 

هل يعيش جنين الاستسقاء الدماغي

في الحالات المتأخرة جدًا قد لا يمكن إنقاذ حياة الطفل بعد الولادة، ولكن في معظم حالات الإصابة باستسقاء الدماغ يكون هناك فرصة كبيرة للعيش والاندماج في المجتمع، إلا أن مرض الاستسقاء الدماغي قد يجعل الطفل يعيش يعاني مستقبلًا من تأخر فكري أو أن يكون مريض توحد، ولكن بسبب تفاوت درجات الإصابة بهذا المرض من طفل إلى الآخر لا يمكن الجزم بهذا حيث أن هناك حالات كثيرة تعيش بصورة طبيعية بعد تركيب الصمامات.

كم النسبة الطبيعية للماء في رأس الجنين؟

يتم تحديد النسبة الطبيعية لوجود الماء أو السائل الدماغي في الرأس الخاص بالجنين وفق أبعاد الدماغ والتجاويف الخاصة باستيعاب هذا السائل وكذلك عمر الجنين وحجمه فكلها عوامل مؤثرة في ذلك الأمر، وهذا ما يكتشفه الطبيب عند إجراء فحوصات متابعة الجنين الشهرية أثناء الحمل والتي تتطلب عمل سونار أو أشعة فوق صوتية للاطمئنان على معدل نمو الجنين وسيره بشكل طبيعي، وعبر هذه الأشعة يتضح إذا كان السائل الدماغي طبيعي أم زائد عن الحد ويسبب مشكلة ما.

كانت هذه أبرز التفاصيل الخاصة بمرض استسقاء الدماغ عند الأطفال، وأوضحنا أن هذا المرض قد يصاحب الطفل من مراحل تكوينه الاولى أي وهو في بطن أمه، وقد يظهر عليه بعد الولادة مباشرة أو في سنوات عمره الأولى أيضًا وعلى الوالدين أن يكونوا أكثر ادراكًا بعلامات ظهور هذا المرض ومضاعفاته حتى يتمكنوا من عرض الطفل على الطبيب فورًا في حال الشك واتخاذ اللازم.

يسعدنا مشاركة المقال